الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مصنف ابن أبي شيبة ***
بسم الله الرحمن الرحيم. حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمن، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَة، قَالَ: 32296- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ: أَنَّ أُنَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّا نَسْمَعُ مِنْ قَوْمِكَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: إنَّمَا مَثَلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَثَلُ نَخْلَةٍ أَنْبَتَتْ فِي كَبَاءٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَيُّهَا النَّاسُ, مَنْ أَنَا؟ قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْكَ السَلام، فَقَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: فَمَا سَمِعْنَاهُ انْتَمَى قَبْلَهَا قَطُّ، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ إنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ، ثُمَّ فَرَّقَهُمْ فِرْقَتَيْنِ, فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ الْفَرِقَيْنِ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً، فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا. 32297- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُنْت إمَامَ النَّاسِ وَخَطِيبَهُمْ وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ، وَلاَ فَخْرَ. 32298- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: خَرَجْت مِنْ نِكَاحٍ، لَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ مِنْ لَدُنْ آدَمَ, لَمْ يُصِبْنِي سِفَاحُ الْجَاهِلِيَّةِ. 32299- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ الْفَقِيرُ، أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: أُعْطِيت خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ صِرْت بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ, وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلِيُصَلِ, وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تُحلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيت الشَّفَاعَةَ, وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْت إلَى النَّاسِ عَامَّةً. 32300- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَمِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: أُعْطِيت خَمْسًا، وَلاَ أَقُولُهُ فَخْرًا: بُعِثْت إلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَد, وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا, وَأُحِلَّ لِي المنغنم وَلَمْ يحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي, وَنُصِرْت بِالرُّعْبِ، فَهُوَ يَسِيرُ أَمَامِي مَسِيرَةَ شَهْرٍ, وَأُعْطِيت الشَّفَاعَةَ فَأَخَّرْتهَا لأُمَّتِي إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهِيَ نَائِلَةٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا. 32301- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: نُصِرْت بِالرُّعْبِ, وَأُعْطِيت جَوَامِعَ الْكَلِمِ, وَأُحِلَّ لِي الْمَغْنَمُ, وَبَيْنَما أَنَا نَائِمٌ أُتِيت بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ فَتُلَّتْ فِي يَدِي. 32302- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أُعْطِيت خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ كَانَ قَبْلِي: بُعِثْت إلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ, وَنُصِرْت بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا, وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِنَبِيٍّ كَانَ قَبْلِي, وَأُعْطِيت الشَّفَاعَةَ, فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إلاَّ وَقَدْ سَأَلَ شَفَاعَتَهُ وَإِنِّي أَخَّرْت شَفَاعَتِي: جَعَلْتهَا لِمَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا. 32303- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنِّي نُصِرْت بِالصَّبَا, وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ. 32304- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: أنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أُعْطِيت مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ, قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ! مَا هُوَ؟ قَالَ: نُصِرْت بِالرُّعْبِ, وَأُعْطِيت مَفَاتِيحَ الأَرْضِ, وَسُمِّيت أَحْمَدَ, وَجُعِلَ التُّرَابُ لِي طَهُورًا, وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الأُمَمِ. 32305- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَة، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: إنَّ أَوَّلَ مَنْ يَأْخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ فَيُفْتَحُ لَهُ: مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، ثُمَّ قَرَأَ آيَةً مِنَ التَّوْرَاةِ: أخرانا قداما, الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ. 32306- حَدَّثَنَا محمد بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلاَثٍ: جُعِلَتْ لَنَا الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا, وَجُعِلَتْ لَنَا تُرْبَتُهَا إذَا لَمْ نَجِدَ الْمَاءَ طَهُورًا, وَأُوتِيت هَذِهِ الآيَاتِ مِنْ بَيْتِ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ, لَمْ يُعْطَ مِنْهُ أَحَدٌ قَبْلِي, وَلاَ يُعْطَى منه أَحَدٌ بَعْدِي. 32307- حَدَّثَنَا مالك بن إسْمَاعِيلَ، عَنْ مِنْدَلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: خَرَجْت فِي طَلَبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَوَجَدْته يُصَلِّي, فَانْتَظَرْته حَتَّى صَلَّى، فَقَالَ: أُوتِيت اللَّيْلَةَ خَمْسًا لَمْ يُؤْتَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي: نُصِرْت بِالرُّعْبِ فَيُرْعَبُ الْعَدُوُّ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ, وَأُرْسِلْت إلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ, وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا, وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي, وَقِيلَ: سَلْ تُعْطَهُ, فَاخْتَبَأْتُهَا، فَهِيَ نَائِلَةٌ مِنْكُمْ مَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ. 32308- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ، وَقَالَ: مَا صُدِّقَ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَا صُدِّقْت، وَإِنَّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ لَنَبِيًّا مَا صَدَّقَهُ مِنْ أُمَّتِهِ إلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ. 32309- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَك رَبُّك مَقَامًا مَحْمُودًا} قَالَ: يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ. 32310- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: {وَإِنَّ لَهُ عنْدَنَا لَزُلْفَى} قَالَ: ذِكْرُ الدُّنُوَّ مِنْهُ. 32311- حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: دَخَلْت الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ يَجْرِي, حَافَاتُهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ فَضَرَبْت بِيَدَيَّ إلَى الطِّينِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، قَالَ: فَقُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هذا الْكَوْثَرِ الَّذِي أَعْطَاك اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. 32312- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ أَظْهُرِنَا إذْ أَغْفَى إغْفَاءَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: نَزَلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ، فَقَرَأَ بسم الله الرَّحْمَن الرحيم: {إنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إنَّ شَانِئَك هُوَ الأَبْتَرُ} ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي, عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ, هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّتِي, آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ, فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ: رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أَصْحَابِي, فَيَقُولُ: لاَ, إنَّك لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَك. 32313- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، قَالَتْ: قلْت: يَا رَسُولَ اللهِ إنَّ لَك حَوْضًا؟ قَالَ: نَعَمْ, وَأَحَبُّ مَنْ وَرَدَهُ إلَيَّ قَوْمُك. 32314- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ الْمِسْمَارِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَتَبْت إلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ: سَمِعْته يَقُولُ: أَنَا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ. 32315- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الصُّنَابِحِ، قَالَ: سَمِعْته يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. 32316- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خبيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ, وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي. 32317- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْض. 32318- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إنِّي لَكُمْ سَلَفٌ عَلَى الْكَوْثَرِ. 32319- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ حَافَتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ, وَمَجْرَاهُ عَلَى الْيَاقُوتِ وَالدُّرِ, تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْك, وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ. 32320- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنْدُبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. 32321- حَدَّثَنَا محمد بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ. 32322- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ، عَنْ أنيس بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْماً وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ, فَأَهْوَى قِبَلَ الْمِنْبَرِ فَاتَّبَعنَاهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, إنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ السَّاعَةَ. 32323- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لَيَرِدَنَّ عَلَى حَوْضِي أَقْوَامٌ فَيُخْتَلَجُونَ دُونِي. 32324- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: قامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: إنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. 32325- حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ, مَنْ وَرَدَ عَلَيَّ شَرِبَ مِنْهُ وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا. 32326- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُسَيْدَ بْنِ الحُضَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ. 32327- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِلأَنْصَارِ: إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ. 32328- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: إنِّي عَلَى الْحَوْضِ أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ. 32329- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قلْت: يَا رَسُولَ اللهِ, مَا آنِيَةُ الْحَوْضِ؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبِهَا فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ, مَنْ شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَا, عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ مَا بَيْنَ عُمَانَ إلَى أَيْلَةَ, مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ. 32330- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: أَنَا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ عَنْهُ النَّاسَ لأَهْلِ الْيَمِينِ إنِّي لاَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ حَتَّى تَرْفَضَّ، قَالَ: فَسُئِلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ سِعَةِ الْحَوْضِ؟ فَقَالَ: هُوَ مَا بَيْنَ مَقَامِي هَذَا إلَى عَمَّانَ، مَا بَيْنَهُمَا شَهْرٌ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ, فَسُئِلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ شَرَابِهِ؟ فَقَالَ: أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ, يَصُبُّ فِيهِ مِيزَابَانِ مِدَادُهُ، أَوْ مِدَادُهُمَا مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا وَرِقٌ وَالآخَرُ ذَهَبٌ. 32331- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَحِبَنِي وَرَآنِي حَتَّى إذَا رُفِعُوا إلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي فَلأَقُولَنَّ: رَبِ أَصْحَابِي, فَلَيُقَالُنَّ: إنَّك لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَك. 32332- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمًا بِلَحْمٍ فَرَفَعْت إلَيْهِ الذِّرَاعَ, وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ, فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً، ثُمَّ قَالَ: أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ يَجْمَعُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ, فَيُسْمِعهُمَ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمَ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ, فَيَبْلُغُ النَّاسُ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ، وَلاَ يَحْتَمِلُونَ, فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ, أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إلَى رَبِّكُمْ. فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضهم: أَبُوكُمْ آدَم, فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ, خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ, وَنَفَخَ فِيك مِنْ رُوحِهِ, وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَك, اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ, أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى إلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ: إنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ, وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ, وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْته, نَفْسِي نَفْسِي, اذْهَبُوا إلَى غَيْرِي, اذْهَبُوا إلَى نُوحٍ. فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إلَى أَهْلِ الأَرْضِ, وَسَمَّاك اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا, اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ, أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغْنَا إِلَيْه؟ فَيَقُولُ لَهُمْ: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ, وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْت بِهَا عَلَى قَوْمِي, نَفْسِي نَفْسِي, اذْهَبُوا إلَى غَيْرِي, اذْهَبُوا إلَى إبْرَاهِيمَ. فَيَأْتُونَ إبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إبْرَاهِيمُ, أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ, اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ إبْرَاهِيمُ: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ, وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ, وَذَكَرَ كِذَبَاتِهِ، نَفْسِي نَفْسِي, اذْهَبُوا إلَى غَيْرِي, اذْهَبُوا إلَى مُوسَى. فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى, أَنْتَ رَسُولُ اللهِ, فَضَّلَك اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِتَكْلِيمِهِ، عَلَى النَّاسِ, اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ, أَلاَ تَرَى إلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ, وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ, وَإِنِّي قَتَلْت نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا, نَفْسِي نَفْسِي, اذْهَبُوا إلَى غَيْرِي, اذْهَبُوا إلَى عِيسَى. فَيَأْتُونَ عِيسَى, فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى, أَنْتَ رَسُولُ اللهِ, وَكَلَّمْت النَّاسَ فِي الْمَهْدِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ, اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ, أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ, وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا - نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَخَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، وَغَفَرَ اللَّهُ لَك مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ, اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ, أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ, وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لأَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ قِيلَ: يَا مُحَمَّدُ, ارْفَعْ رَأْسَك, سَلْ تُعْطَهُ, اشْفَعْ تُشَفَّعْ, فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي, يَا رَبِّ أُمَّتِي, مَرَّاتٍ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ, أَدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ. ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ, إنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرَ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى. 32333- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: تُعْطَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَرَّ عَشْرِ سِنِينَ، ثُمَّ تُدْنَى مِنْ جَمَاجِمِ النَّاسِ حَتَّى تَكُونَ قَابَ قَوْسَيْنِ فَيَعْرَقُونَ حَتَّى يَرْشَحَ الْعَرَقُ قَامَةً فِي الأَرْضِ، ثُمَّ يَرْتَفِعُ حَتَّى يُغَرْغِرُ الرَّجُلُ، قَالَ سَلْمَانُ: حَتَّى يَقُولَ الرَّجُلُ: غَرْ غَرْ, فَإِذَا رَأَوْا مَا هُمْ فِيهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلاَ تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ, ائْتُوا أَبَاكُمْ آدَمَ فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إلَى رَبِّكُمْ, فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا أَبَانَا, أَنْتَ الَّذِي خَلَقَك اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيك مِنْ رُوحِهِ وَأَسْكَنَك جَنَّتَهُ, قُمْ فَاشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّنَا فَقَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ, فَيَقُولُ: لَسْتُ هناك وَلَسْت بِذَاكَ فَأَيْنَ الْفَعْلَةُ؟ فَيَقُولُونَ: إلَى مَنْ تَأْمُرُنَا فَيَقُولُ: ائْتُوا عَبْدًا جَعَلَهُ اللَّهُ شَاكِرًا. فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نَبِيَّ اللهِ, أَنْتَ الَّذِي جَعَلَك اللَّهُ شَاكِرًا وَقَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ قُمْ فَاشْفَعْ لَنَا, فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ وَلَسْت بِذَاكَ, فَأَيْنَ الْفَعْلَةُ؟ فَيَقُولُونَ: إلَى مَنْ تَأْمُرُنَا؟ فَيَقُولُ: ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحْمَن إبْرَاهِيمَ. فَيَأْتُونَ إبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا خَلِيلَ الرَّحْمَان قَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَاشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّنا, فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ وَلَسْت بِذَاكَ, فَأَيْنَ الْفَعْلَةُ؟ فَيَقُولُونَ: إلَى مَنْ تَأْمُرُنَا؟ فَيَقُولُ: ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا اصْطَفَاهُ الله بِرِسَالتِهِ وَبِكَلامِهِ. فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: قَدْ تَرَى مَا نَحْن فِيهِ، فَاشْفَع لَنَا إِلىَ رَبِّنَا, فَيَقُول: لَسْتُ هُنَاكَ، وَلَسْت بِذَاكَ, فَأَيْنَ الْفَعْلَةُ؟ فَيَقُولُونَ: إلَى مَنْ تَأْمُرُنَا؟ فَيَقُولُ: ائْتُوا كَلِمَةَ اللهِ وَرُوحَهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ. فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا كَلِمَةَ اللهِ وَرُوحَهُ, قَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ, فَاشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّنَا, فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ، وَلَسْت بِذَاكَ, فَأَيْنَ الْفَعْلَةُ؟ فَيَقُولُونَ: إلَى مَنْ تَأْمُرُنَا؟ فَيَقُولُ: ائْتُوا عَبْدًا فَتَحَ اللَّهُ بِهِ وَخَتَمَ, وَغَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ, وَيَجيء فِي هَذَا الْيَوْمِ آمِنًا. فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَيَقُولُونَ: يَا نَبِيَّ اللهِ أنت الذي فَتَحَ اللَّهُ بِكَ وَخَتَمَ, وَغَفَرَ لَك مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ, وَجِئْت فِي هَذَا الْيَوْمِ آمِنًا, وَقَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَاشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّنَا, فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكُمْ, فَيَخْرُجُ يَحُوشُ النَّاسِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إلَى بَابِ الْجَنَّةِ, فَيَأْخُذَ بِحَلْقَةٍ فِي الْبَابِ مِنْ ذَهَبٍ, فَيَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: مُحَمَّدٌ، قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ، فَيَجِيءُ حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يَدَيَ اللهِ، فَيَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهُ فَيَسْجُدُ، فَيُنَادِي: يَا مُحَمَّدُ ! ارْفَعْ رَأْسَك, سَلْ تُعْطَهُ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ، قَالَ: فَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الثَّنَاءِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ مَا لَمْ يُفْتَحْ لأَحَدٍ مِنَ الْخَلاَئِقِ، قَالَ: فَيَقُولُ: رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، ثُمَّ يَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهُ فَيَسْجُدُ فَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الثَّنَاءِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ مَا لَمْ يُفْتَحْ لأَحَدٍ مِنَ الْخَلاَئِقِ, وَيُنَادَى: يَا مُحَمَّدُ ! يَا مُحَمَّدُ ! ارْفَعْ رَأْسَك سَلْ تُعْطَهُ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَادْعُ تُجَبْ, فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَقُولُ: يَا رَبِ أُمَّتِي أُمَّتِي مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا. قَالَ سَلْمَانُ: فَيَشْفَعُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ حِنْطَةٍ مِنْ إيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ, فَذَلِكُمُ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ. 32334- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. 32335- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إلَى رَبِّنَا وَيُلْهَمُونَ ذَلِكَ فَأَرَاحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا, فَيَأْتُونَ آدَم فَيَقُولُونَ لَهُ: يَا آدَم أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ, وَخَلَقَك اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيك مِنْ رُوحِهِ، وَعَلَّمَك أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ, فَاشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّنَا يُرِحْنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، قَالَ: لَسْتُ هُنَاكُمْ, وَيَشْكُو إلَيْهِمْ، أَوْ يَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ, فَيَسْتَحِي رَبَّهُ, وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ أُرْسِلَ إلَى أَهْلِ الأَرْضِ, فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ, وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ, فَيَسْتَحِي رَبَّهُ, وَلَكِنِ ائْتُوا إبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَن، فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ, وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ, فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ, وَيَذْكُرُ لَهُمْ قَتْلَ النَّفْسِ بِغَيْرِ نَفْسٍ، فَيَسْتَحِي رَبَّهُ مِنْ ذَلِكَ, وَلَكِنِ ائْتُوا عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللهِ وَرُوحَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ: لَسْت لِذَاكُمْ وَلَسْت هُنَاكُمْ, وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: قَالَ: فَأَنْطَلِقُ فَأَمْشِي بَيْنَ سِمَاطَيْنِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ, انْقَطَعَ قَوْلُ الْحَسَنِ، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي, فَإِذَا رَأَيْت رَبِّي وَقَعْت سَاجِدًا, فَيَدَعُنْي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي فَيُقَالُ أَوْ يَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَك، قُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهُ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ, فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ تَحْمِيدًا يُعَلِّمُنِيهِ فَأُشَفَّعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ إلَيْهِ الثَانِيَةً, فَإِذَا رَأَيْت رَبِّي وَقَعْت سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِهِ الأَوَّلِ: قُلْ تُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهُ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ, فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ تَحْمِيدًا يُعَلِّمُنِيهِ، فَيُقَالُ: سَلْ تُعْطَهُ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ, فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ إلَيْهِ فِي الرَّابِعَةِ فَأَقُولُ: يَا رَبِ، مَا بَقِيَ إلاَّ مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ. 32336- حَدَّثَنَا مالك بن إسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ هَلُمُّوا عَنِ النَّارِ, وَتَغْلِبُونِي تُقَاحِمُونَ فِيهَا تَقَاحُمَ الْفَرَاشِ وَالْجَنَادِبِ, وَأُوشِكُ أَنْ أُرْسِلَ حُجَزَكُمْ وَأَفْرُطَ لَكُمْ عَنْ - أَوْ عَلَى - الْحَوْضِ, وَتَرِدُونَ عَلَيَّ مَعًا وَأَشْتَاتًا. 32337- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، أَبُو دَاوُدَ الحَفَرِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الْخَلِيفَتَيْنِ مِنْ بَعْدِي: كِتَابَ اللهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ. 32338- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: بَعَثَ إلَيَّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ فَأَتَيْته، فَقَالَ: مَا أَحَادِيثُ تُحَدِّثُ بِهَا بَلَغَتْنَا وَتَرْوِيهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ نَسْمَعُهَا فِي كِتَابٍ لَهُ وَتُحَدِّثُ أَنَّ لَهُ حَوْضًا، فَقَالَ: قَدْ حَدَّثَنَا عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَوَعَدَنَاهُ. 32339- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: إنَّ لِي حَوْضًا طُولُهُ مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَبْيَضَ مِثْلَ اللَّبَنِ, آنِيَتُهُ مِثْلُ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ, وَإِنِّي أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. 32340- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ إلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَحْنُ جُلُوسٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ سَيَكُونُ أُمَرَاءُ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْت مِنْهُ, وَلَيْسَ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ, وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَيُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ. 32341- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: كُلُّ نَبِيٍّ قَدْ أُعْطِيَ عَطِيَّةً فَتَنَجَّزَهَا وَإِنِّي أَخْتَبَأْت عَطِيَّتِي لِشَفَاعَةِ أُمَّتِي. 32342- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْت؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ, فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، وَمَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ، قَالَ: فَيُقَالُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَك؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، قَالَ: الْوَسَطُ الْعَدْلُ، قَالَ: فَيُدْعَوْنَ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالْبَلاَغِ، قَالَ: ثُمَّ أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ بَعْدُ. 32343- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ إبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ، إِنَّ مُحَمَّدًا أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللهِ، ثُمَّ قَرَأَ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَك رَبُّك مَقَامًا مَحْمُودًا}. 32344- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: قَالَ اللَّهُ: {وَنُفِخَ فِي الصُّوَرِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} إلَى قَوْلِهِ: {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ, فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ, فَلاَ أَدْرِي أَرَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنَ اسْتَثْنَى اللَّهُ. 32345- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ طَلْحَةَ مَوْلَى قَرَظَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلِيَّ الْحَوْضَ، قُلْنَا لِزَيْدٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: مَا بَيْنَ السِّتِّمِئَة إِلَى السَّبْعِمِئَة. 32346- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: الْحَوْضُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْك, آنِيَتُهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ, مَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ, مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَدًا. 32347- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَك وَلِقَوْمِك} يُقَالُ: مِمَّنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيُقَالُ: مِنَ الْعَرَبِ, فَيُقَالُ: مِنْ أَيَ الْعَرَبِ؟ فَيُقَالُ: مِنْ قُرَيْشٍ: {وَرَفَعْنَا لَك ذِكْرَك} لاَ أُذْكَرُ إلاَّ ذكرتَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. 32348- حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: فِي قَوْلِهِ {أَلَمْ نَشْرَحْ لَك صَدْرَك}: بلى، مُلِئَ حُكْمًا وَعِلْمًا {وَوَضَعْنَا عَنْك وِزْرَك الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَك}، قَالَ: مَا أَثْقَلَ الْحِمْلَ الظَّهْرَ {وَرَفَعْنَا لَك ذِكْرَك} بَلَى، لاَ يُذْكَرُ إلاَّ ذُكِرْت مَعَهُ. 32349- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حسين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: إنَّ لِي أَسْمَاءً، أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَي, وَأَنَا الْعَاقِبُ. قَالَ لَهُ إنْسَانٌ: مَا الْعَاقِبُ؟ قَالَ: لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ. 32350- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إسْرَائِيلَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ. 32351- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَمَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَفْسه أَسْمَاءً, فَمِنْهَا مَا حَفِظْنَا، قَالَ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ. 32352- حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عُصَيْمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا, وَأُعْطِيت الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ، قَالَ حَمَّادٌ: وَسَمِعْته مَرَّةً وَاحِدَةً يَقُولُ: فَأَوَّلْتهَا مُلْكَ فَارِسٍ وَالرُّومِ وَإِنِّي سَأَلْت رَبِّي لأُمَّتِي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ, وَلاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ, يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ, إنِّي إذَا قَضَيْت قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُ, وَإِنِّي أُعْطِيك لأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بعَامَّةٍ, وَلاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ, وَلَوْ أَجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنِ أَقْطَارِهَا، أَوَ قَالَ: مِنْ أَقْطَارِهَا. 32353- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عُثْمَان بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ حَتَّى إذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ قَالَ: دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ, وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلاً، ثُمَّ انْصَرَفَ إلَيْنَا، فَقَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي ثَلاَثًا, فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً, سَأَلْت رَبِّي أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا, وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا, وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَرُدَّت عَلَيَّ. 32354- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ علِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إلَى حَرَّةِ بَنِي مُعَاوِيَةَ، وَاتَّبَعْتُ أَثَرَهُ حَتَّى ظَهَرَ عَلَيْهَا, فَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ طَوَّلَ فِيهِنَّ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: يَا حُذَيْفَةُ, طَوَّلْت عَلَيْك؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: إنِّي سَأَلْت اللَّهَ ثَلاَثًا, فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً, سَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُظْهِرَ عَلَى أُمَّتِي غَيْرَهَا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِالسِّنِينَ فَأَعْطَانِيهَا, وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَمَنَعَنِي. 32355- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اُنْتُهِيَ بِهِ إلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ, وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُخْرَجُ بِهِ مِنَ الأَرْضِ، فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا، فَيُقْبَضُ مِنْهَا {إذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى}، قَالَ: فَرَاشٌ بِهِ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: فَأُعْطِيَ ثَلاَثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ, وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ, وَغُفِرَ لِمَنْ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ الْمُقْحِمَاتُ. 32356- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُتِيَ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ, يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قَالَ: فَلَمْ يُزَايِلْ ظَهْرَهُ هُوَ وَجِبْرِيلُ حَتَّى أَتَيَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ, وَفُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ, وَرَأَيَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، قَالَ حذيفة: لَمْ يُصَلِّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ. 32357- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُتِيَ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ, يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ, يُقَالُ لَهُ: الْبُرَاقُ, وَمَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِعِيرٍ لِلْمُشْرِكِينَ فَنَفَرَتْ، فَقَالُوا: يَا هَؤُلاَءِ, مَا هَذَا؟ قَالُوا: مَا نَرَى شَيْئًا, مَا هَذِهِ إلاَّ رِيحٌ, حَتَّى أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَأُتِيَ بِإِنَاءَيْنِ فِي وَاحِدٍ خَمْرٌ وَفِي الآخَرِ لَبَنٌ, فَأَخَذَ اللَّبَنَ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هُدِيت وَهُدِيَتْ أُمَّتُك. ثُمَّ سَارَ إلَى مِصْرَ. 32358- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي، وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ، فَظِعْتُ بِأَمْرِي، وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِي, فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُعْتَزِلاً حَزِينًا, فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلٍ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: إنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ، قَالَ: إلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْت بَيْنَ أظْهُرِنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمْ يُرِهِ أنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَ الْحَدِيثَ إنْ دَعَا قَوْمَهُ إلَيْهِ، قَالَ: أَتُحَدِّثُ قَوْمَك مَا حَدَّثْتنِي إنْ دَعَوْتُهُمْ إلَيْك؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هَيَّا يَا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ هَلُمَّ، قَالَ: فَتَنَفَّضَتِ الْمَجَالِسُ، فَجَاؤُوا حَتَّى جَلَسُوا إلَيْهِمَا، فَقَالَ لَهُ: حَدِّثْ قَوْمَك مَا حَدَّثْتنِي، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ، قَالُوا: إلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْت بَيْنَ ظَهْرَانِينَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَبَيْنَ مُصَفِّقٍ وَبَيْنَ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُتَعَجِّبًا لِلْكَذِبِ - زَعَمَ - ! وَقَالُوا لِي: أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ قَالَ: وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: فَذَهَبْت أَنْعَتُ لَهُمْ, فَمَا زِلْت أَنْعَتُ لَهُمْ وَأَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ، فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ إلَيْهِ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عَقِيْلٍ - أَوْ دَارِ عِقَاْل -، فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إلَيْهِ، فَقَالَ: الْقَوْمُ: أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللهِ قَدْ أَصَابَ. 32359- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إذْ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: لَقَدْ فُتِحَ بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ مَا فُتِحَ قَطُّ، قَالَ: فَأَتَاهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتهمَا لَمْ يُعْطَهُمَا مَنْ كَانَ قَبْلَك: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ, لَمْ تَقْرَأْ مِنْهَا حَرْفًا إلاَّ أُعْطِيته. 32360- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ أَبِي بُرْدَةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا الْحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ فَحَدَّثَ الْحَارِثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: إنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ. 32361- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: إنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَشْفَعُ لِلرَّجُلِ وَلأَهْلِ بَيْتِهِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ. 32362- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لَقَدْ أُوذِيت فِي اللهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَد, وَلَقَدْ أُخِفْت فِي اللهِ وَمَا يُخَافُ أَحَد, وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَالِثَةٌ مَا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَا لِي وَلِبِلاَلٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إلاَّ مَا وَارَاهُ إبِطُ بِلاَلٍ. 32363- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنِي إبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنِّي لاَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ, إنِّي لأعْرِفُهُ الآنَ. 32364- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّ اللَّهَ تَجَلَّى لِي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَسَأَلَنِي: فِيمَ اخْتَصَمَ الْمَلاَ الأَعْلَى؟ قَالَ: فَقُلْتُ: رَبِّي لاَ عِلْمَ لِي بِهِ، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَىَّ، أَوْ وَضَعَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ كَتِفَيَّ, فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ إلاَّ عَلِمْته. 32365- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو طَلْحَةَ إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأَدْعُوَهُ، قَالَ: فَأَقْبَلْت وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَعَ النَّاسِ، قَالَ: فَنَظَرَ إلَيَّ فَاسْتَحْيَيْت فَقُلْتُ: أَجِبْ أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: قُومُوا، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ, إنَّمَا صَنَعْت شَيْئًا لَك، قَالَ: فَمَسَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَدَعَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ: أَدْخِلْ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِي عَشْرَةً, فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا, فَمَا زَالَ يُدْخِلُ عَشْرَةٌ وَيُخْرِجُ عَشْرَةٌ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إلاَّ دَخَلَ فَأَكَلَ حَتَّى شَبِعَ، ثُمَّ هَيَّأَهَا فَإِذَا هِيَ مِثْلُهَا حِينَ أَكَلُوا مِنْهَا. 32366- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ سَمُرَةََ بْنِ جُنْدُبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيَ الْقَوْمِ فَتَعَاقَبُوهَا إلَى الظُّهْرِ مِنْ غَدْوَةٍ, يَقُومُ قَوْمٌ وَيَجْلِسُ آخَرُونَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا سَمُرَةُ أَكَانَتْ تُمَدُّ؟ قَالَ سَمُرَةُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ كُنَّا نَعْجَبُ؟ مَا كَانَتْ تُمَدُّ إلاَّ مِنْ هَاهُنَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إلَى السَّمَاءِ. 32367- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قلْت لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَمِعْته مِنْهُ أَرْوِيهِ عَنْك، فَقَالَ جَابِرٌ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفِرُ فِيهِ فَلَبِثْنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ نَطْعَمُ طَعَامًا، وَلاَ نَقْدِرُ عَلَيْهِ, فَعَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ كُدْيَةٌ, فَجِئْت إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, هَذِهِ كُدْيَةٌ قَدْ عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ, فَرَشَشْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ, فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ، أَوِ الْمِسْحَاةَ، ثُمَّ سَمَّى ثَلاَثًا، ثُمَّ ضَرَبَ، فَعَادَتْ كَثِيبًا أَهْيَلَ. فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي, فَأَذِنَ لِي، فَجِئْت امْرَأَتِي، فَقُلْتُ: ثَكِلَتْك أُمُّكِ, قَدْ رَأَيْت مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَيْئًا لاَ أَصْبِرُ عَلَيْهِ, فَمَا عِنْدَكِ؟ قَالَتْ: عِنْدِي صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، وَعَنَاقٌ، قَالَ: فَطَحَنَّا الشَّعِيرَ، وَذَبَحْنَا الْعَنَاقَ وَسَلَخْنَاهَا وَجَعَلْنَاهَا فِي الْبُرْمَةِ، وَعَجَنَّا الشَّعِيرَ، ثُمَّ رَجَعْت إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَلَبِثْت سَاعَةً, وَاسْتَأْذَنْته فَأَذِنَ لِي، فَجِئْت فَإِذَا الْعَجِينُ قَدْ أَمْكَنَ, فَأَمَرْتهَا بِالْخَبْزِ, وَجَعَلْت الْقِدْرَ عَلَى الأَثَافِيِّ، ثُمَّ جِئْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَارَرْته، فَقُلْتُ: إنَّ عِنْدَنَا طُعَيِّمًا لَنَا, فَإِنْ رَأَيْت أَنْ تَقُومَ مَعِي أَنْتَ وَرَجُلٌ أَوْ رَجُلاَنِ مَعَك فَعَلْت، قَالَ: وَكَمْ هُوَ؟ قُلْتُ: صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، وَعَنَاقٌ، قَالَ: ارْجِعْ إلَى أَهْلِكَ وَقُلْ لَهَا: لاَ تَنْزِعِ الْبُرْمَةَ مِنَ الأَثَافِيِّ، وَلاَ تُخْرِجِي الْخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ حَتَّى آتِيَ. ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: قُومُوا إلَى بَيْتِ جَابِرٍ، قَالَ: فَاسْتَحْيَيْت حَيَاءً لاَ يَعْلَمُهُ إلاَّ اللَّهُ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي ثَكِلَتْك أُمُّك, جَاءَك رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، فَقَالَتْ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَأَلَك عَنِ الطَّعَامِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَدْ أَخْبَرْته بِمَا كَانَ عِنْدَنَا، قَالَ: فَذَهَبَ عَنِّي بَعْضُ مَا كُنْت أَجِدُ, وَقُلْت لَهَا: صَدَقْت. قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَدَخَلَ، ثُمَّ قَالَ: لاَصْحَابِهِ: لاَ تَضَاغَطُوا، ثُمَّ بَرَكَ عَلَى التَّنُّورِ وَعَلَى الْبُرْمَةِ، ثُمَّ جَعَلْنَا نَأْخُذُ مِنَ التَّنُّورِ الْخُبْزَ وَنَأْخُذُ اللَّحْمَ مِنَ الْبُرْمَةِ, فَنَثْرُدُ وَنَغْرِفُ وَنُقَرِّبُ إلَيْهِمْ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لِيَجْلِسْ عَلَى الصَّحْفَةِ سَبْعَةٌ، أَوْ ثَمَانِيَةٌ، قَالَ: فَلَمَّا أَكَلُوا كَشَفْنَا التَّنُّورَ وَالْبُرْمَةَ, فَإِذَا هُمَا قَدْ عَادَا إلَى أَمْلإِ مَا كَانَا, فَنَثْرُدُ وَنَغْرِفُ وَنُقَرِّبُ إلَيْهِمْ, فَلَمْ نَزَلْ نَفْعَلُ كَذَلِكَ, كُلَّمَا فَتَحْنَا التَّنُّورَ وَكَشَفْنَا عَنِ الْبُرْمَةِ وَجَدْنَاهُمَا أَمْلأَ مَا كَانَا, حَتَّى شَبِعَ الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ وَبَقِيَ طَائِفَةٌ مِنَ الطَّعَامِ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّ النَّاسَ قَدْ أَصَابَتْهُمْ مَخْمَصَةٌ, فَكُلُوا وَأَطْعِمُوا. قَالَ: فَلَمْ نَزَلْ يَوْمَنَا نَأْكُلُ وَنُطْعِمُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُمْ كَانُوا ثَمَانَمِئَةٍ، أَوْ ثَلاَثَمَئَةٍ. 32368- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ - أَوِ اُسْتُشْهِدَ - عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ, فَاسْتَعَنْتُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى غُرَمَائِهِ أَنْ يَضَعُوا مِنْ دَيْنِهِمْ شَيْئًا, فَأَبَوْا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: اذْهَبْ فَصَنِّفْ تَمْرَك أَصْنَافًا، ثُمَّ أَعْلِمْنِي، قَالَ: فَفَعَلْت فَجَعَلْتُ الْعَجْوَةَ عَلَى حدَةٍ، وَصَنَّفْته أَصْنَافًا، ثُمَّ أَعْلَمْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: فَجَاءَ فَقَعَدَ عَلَى أَعْلاَهُ، أَوْ فِي وَسَطِهِ، ثُمَّ قَالَ: كِلْ لِلْقَوْمِ، فَكِلْتُ لَهُمْ حَتَّى وَفَّيْتُهُمْ، وَهِيَ تَمْرِي، كَأَنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ. 32369- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ، عَنْ أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمًا، فَقَالَ: اُدْعُ لِي أَصْحَابَك، يَعْنِي أَصْحَابَ الصُّفَّةِ, فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُمْ رَجُلاً رَجُلاً أُوقِظُهُمْ حَتَّى جَمَعْتُهُمْ, فَجِئْنَا بَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَاسْتَأْذَنَّا فَأَذِنَ لَنَا، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَوُضِعَتْ بَيْنَ أَيْدِينَا صَحْفَةٌ فِيهَا صَنِيعٌ قَدْرُ مُدَّ مِنْ شَعِيرٍ، قَالَ: فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدَهُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: خُذُوا بِسْمِ اللهِ, فَأَكَلْنَا مَا شِئْنَا، ثُمَّ رَفَعْنَا أَيْدِيَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ وُضِعَتِ الصَّحْفَةُ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ, مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ طَعَامٌ غَيْرُ شَيْءٍ تَرَوْنَهُ, فَقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: قَدْرُ كَمْ كَانَتْ حِينَ فَرَغْتُمْ، قَالَ: مِثْلَهَا حِينَ وُضِعَتْ إلاَّ أَنَّ فِيهَا أَثَرَ الأَصَابِعِ. 32370- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْته يَقُولُ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِجُلَسَائِهِ يَوْمًا: أَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَفَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُلُثَا أَهْلِ الْجَنَّةِ, إنَّ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفٍّ، وَإِنَّ أُمَّتِي مِنْ ذَلِكَ، ثَمَانُونَ صَفًّا. 32371- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفٍّ، هَذِهِ الأُمَّةُ مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا. 32372- حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا, مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا, لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ، وَلاَ عَذَابَ, وَثَلاَثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي. 32373- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: كَيْفَ أَنْتُمْ وَرُبُعُ الْجَنَّةِ, لَكُمْ رُبُعُهَا, وَلِسَائِرِ النَّاسِ ثَلاَثَةُ أَرْبَاعِهَا، قَالَ: فَقَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَثُلُثُهَا، قَالُوا: فَذَاكَ كَثِيرٌ، قَالَ: فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَالشَّطْرُ، قَالُوا: فَذَاكَ أَكْثَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَهْلُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفٍ, أَنْتُمْ ثَمَانُونَ صَفًّا. 32374- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُدَيْلٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفٍّ، ثَمَانُونَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ. 32375- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: لَمَّا انْتَهَيْت إلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى إذَا وَرَقُهَا أَمْثَالُ آذَانِ الْفِيلَةِ وَإِذَا نَبْقُهَا أَمْثَالُ الْقِلاَلِ، فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا غَشِيَهَا تَحَوَّلَتْ فَذَكَرْت الْيَاقُوتَ. 32376- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا شَمَمْت رِيحًا قَطُّ مِسْكًا، وَلا عَنْبَرًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، وَلاَ مَسِسْت خَزًّا، وَلاَ حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. 32377- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ ذَيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ سَفَرٍ، حَتَّى إذَا دُفِعْنَا إلَى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ بَنِي النَّجَّارِ إذَا فِيهِ جَمَلٌ قَطِمٌ -، يَعْنِي هَائِجًا - لاَ يَدْخُلُ الْحَائِطَ أَحَدٌ إلاَّ شَدَّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى أَتَى الْحَائِطَ فَدَعَا الْبَعِيرَ فَجَاءَ وَاضِعًا مِشْفَرَهُ فِي الأَرْضِ حَتَّى بَرَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: هَاتُوا خِطَامًا, فَخَطَمَهُ وَدَفَعَهُ إلَى أَصْحَابِهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إلَى النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إلاَّ وَيَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ غَيْرَ عَاصِي الْجِنِّ وَالإِنْسِ. 32378- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنِّي أَبْرَأُ إلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خُلّته، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ قَدِ اتَّخَذَ صَاحِبَكُمْ خَلِيلاً. قَالَ وَكِيعٌ: مِنْ خِلِّهِ. 32379- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن السَائب، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونَنِي عَنْ أُمَّتِي السَّلاَمَ. 32380- حَدَّثَنَا عَبَيْدُ اللهِ، عَنْ إسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم, عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَلَيْسَ مَعَنا مَاءٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَنَا: اُطْلُبُوا مَنْ مَعَهُ فَضْلُ مَاءٍ، فَأُتِيَ بِمَاءٍ فَصَبَّهُ فِي إنَاءٍ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ فِيهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ، قَالَ: فَشَرِبْنَا مِنْهُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ وَكُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَنَحْنُ نَأْكُلُ. 32381- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَحَضَرَت الصَّلاَةُ, فَجَاءَ رَجُلٌ بِفَضْلِهِ فِي إدَاوَةٍ فَصَبَّهُ فِي قَدَحٍ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، ثُمَّ إنَّ الْقَوْمَ أَتَوْا بَقِيَّةَ الطَّهُورِ وَقَالُوا: تَمَسَّحُوا تَمَسَّحُوا، قَالَ: فَسَمِعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: عَلَى رِسْلِكُمْ، قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدَهُ فِي الْقَدَحِ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: أَسْبِغُوا الطَّهُورَ، قَالَ: فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: وَالَّذِي أَذْهَبَ بَصَره لَقَدْ رَأَيْت الْمَاءَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَمَا رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى تَوَضَّؤُوا أَجْمَعُونَ، فَقَالَ الأَسْوَدُ: حَسِبتهُ قَالَ: كُنَّا مِئَتَيْنِ أَوْ زِيَادَةٍ. 32382- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حضَرَتِ الصَّلاَةُ فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَسْجِدِ، فَتَوَضَّأَ, وَبَقِيَ نَاسٌ, فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ, فَوَضَعَ كَفَّهُ فِي الْمِخْضَبِ فَصَغُرَ الْمِخْضَبُ، أَنْ يَبْسُطَ كَفَّهُ فِيهِ, فَضَمَّ أَصَابِعَهُ، فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ جَمِيعًا, قُلْنَا: كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: ثَمَانِينَ رَجُلاً. 32383- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: نَزَلْنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ فَوَجَدْنَا مَاءَهَا قَدْ شَرِبَهُ أَوَائِلُ النَّاسِ فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْبِئْرِ، ثُمَّ دَعَا بِدَلْوٍ مِنْهَا، فَأَخَذَ مِنْهُ بَفِيِه، ثُمَّ مَجَّهُ فِيهَا وَدَعَا اللَّهَ، فَكَثُرَ مَاؤُهَا حَتَّى تَرَوَّى النَّاسُ مِنْهَا. 32384- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَفَرٍ فَشَكَا النَّاسُ إلَيْهِ الْعَطَشَ, فَدَعَا فُلاَنًا وَدَعَا عَلِيًّا: فَقَالَ اذْهَبَا فَابْغِيَا لَنَا الْمَاءَ, فَانْطَلَقَا فَتَلَقَّيَا امْرَأَةً مَعَهَا مَزَادَتَانِ، أَوْ سَطِيحَتَانِ، قَالَ: فَجَاءَا بِهَا إلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ فِيهِ مِنْ أَفْوَاهِ الْمَزَادَتَيْنِ، أَوِ السَّطِيحَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْكَأَ أَفْوَاهَهُمَا, وَأَطْلَقَ الْعَزَالِي, وَنُودِيَ فِي النَّاسِ: أَنِ اسْقُوا وَاسْتَقُوا، قَالَ: فَسَقَى مَنْ سَقَى، وَاسْتَقَى مَنِ اسْتَقَى، قَالَ: وَهِيَ قَائِمَةٌ تَنْظُرُ إلَى مَا يُصْنَعُ بِمَائِهَا، قَالَ: فَوَاللهِ لَقَدْ أُقْلِعَ عنها حِينَ أُقْلِعَ، وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إلَيْنَا أَنَّهَا أَشَدُّ مِلأةً مِنْهَا حِيثُ ابْتَدَأَ فِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: وَاللهِ مَا رَزَأْنَاك مِنْ مَائِكَ شَيْئًا وَلَكِنَّ اللَّهَ سَقَانَا. 32385- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلِمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُلَّ شَيْءٍ أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ إلاَّ مَفَاتِيحَ الْخَمْسِ {إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ, وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ, وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} الآيَةَ كُلهَا. 32386- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ, وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ, وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ. 32387- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّ مِنْبَرِي هَذَا لَعَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ. 32388- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ سَمِعْت هِشَامًا قَالَ: حدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ. 32389- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إبْرَاهِيمَ إسْمَاعِيلَ, وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إسْمَاعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ, وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا, وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ, وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ. 32390- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ جَالِسٌ حَزِينٌ قَدْ ضَرَبَهُ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: فَقَالَ: مَا لَك؟ قَالَ: فَعَلَ بِي هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ، قَالَ: أَتُحِبُّ أَنْ أُرِيَك آيَةً؟ قَالَ: نَعَمْ, فَنَظَرَ إلَى شَجَرَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي، فَقَالَ: اُدْعُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ, فَدَعَاهَا فَجَاءَتْ تَمْشِي حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: ارْجِعِي, فَرَجَعَتْ حَتَّى عَادَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: حَسْبِي حَسْبِي. 32391- حَدَّثَنَا قُرَادُ أبو نُوحٍ، قَالَ: حدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إلَى الشَّامِ وَخَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطُوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ, فَخَرَجَ إلَيْهِمَ الرَّاهِبُ، وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ فَلاَ يَخْرُجُ إلَيْهِمْ، وَلاَ يَلْتَفِتُ، قَالَ: فَهُمْ يَحِلُّونَ رِحَالَهُمْ فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمْ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ, هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ, هَذَا يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ: مَا عِلْمُك؟ فَقَالَ: إنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ، وَلاَ حَجَرٌ إلاَّ خَرَّ سَاجِدًا، وَلاَ يَسْجُدُون إلاَّ لِنَبِيٍّ. 32392- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: إنَّ قَوَائِمَ مِنْبَرِي رَوَاتِبُ فِي الْجَنَّةِ. 32393- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَفَوَاتِحَهُ وَخَوَاتِمَهُ. 32394- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَمْرٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ فَجَاءَتِ الذِّئَابُ فَعَوَتْ خَلْفَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: هَذِهِ الذِّئَابُ أَتَتْكُم تُخْبِرُكُمْ أَنْ تَقْسِمُوا لَهَا مِنْ أَمْوَالِكُمْ مَا يُصْلِحُهَا، أَوْ تُخَلُّوهَا فَتُغِيرَ عَلَيْكُمْ، قَالُوا: دَعْهَا فَلْتُغِرْ عَلَيْنَا. 32395- حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سُئِلَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَرْفَعُ يَدَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ, شَكَا النَّاسُ ذَاتَ جُمُعَةٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ, قُحِطَ الْمَطَرُ، وَأَجْدَبَتِ الأَرْضُ، وَهَلَكَ الْمَالُ، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْت إبِطَيْهِ، وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةُ سَحَابٍ, فَمَا صَلَّيْنَا حَتَّى إنَّ الشَّابَّ الْقَوِيَّ الْقَرِيبَ الْمَنْزِلِ لَيُهِمُّهُ الرُّجُوعُ إلَى مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: فَدَامَتْ عَلَيْنَا جُمُعَةً، قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ تَهَدَّمَتِ الدُّورُ وَاحْتُبِسَتِ الرُّكْبَانُ، قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ سُرْعَةِ مَلاَلَةِ ابْنِ آدَمَ، فَقَالَ: اللَّهُمَ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، قَالَ: فَأَصْحَتِ السَّمَاءُ. 32396- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ تَوْرَاةٌ مُحْدَثَةٌ, فِيهَا نُورُ الْحِكْمَةِ وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ, لِتُفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا, وَقُلُوبًا غُلْفًا وَآذَانًا صُمًّا, وَهِيَ أَحْدَثُ الْكُتُبِ بِالرَّحْمَان. 32397- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: سَأَلْتُ الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِي، فَقَالَ: لَك سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ, قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: لَك مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا, قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: فَإِنَّ لَك هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَسْبُنَا، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ, دَعْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا عُمَرُ, إنَّمَا نَحْنُ حَفْنَةٌ مِنْ حَفَنَاتِ اللهِ. 32398- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ، قَالَ: انْطَلَقْنَا فِي وَفْدٍ فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا: يَا رَسُولَ اللهِ, أَلاَ سَأَلْت رَبَّك مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ، فَضَحِكَ وَقَالَ: لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ, إنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إلاَّ أَعْطَاهُ دَعْوَةً, فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ بِهَا دُنْيَا فَأُعْطِيَهَا, وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُوا، وَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي دَعْوَةً فَاخْتَبَأْتُهَا عِنْدَ رَبِّي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. 32399- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: صدَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ: لَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ. 32400- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، قَالَ سَمِعْت أَبَا جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَهِيَ نَائِلَةٌ مَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا. 32401- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي أُبَيّ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لَهُ: يَا أُبَي, إنَّ رَبِّي أَرْسَلَ إلَيَّ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ, فَرَدَدْت إلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي, فَرَدَّ إلَيَّ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ, وَلَك بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا مَسْأَلَةٌ تَسْأَلُنِيهَا، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأُمَّتِي, اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأُمَّتِي, وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ إلَى يَوْمٍ يَرْغَبُ إلَيَّ فِيهِ الْخَلْقُ حَتَّى إبْرَاهِيمُ. 32402- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَنْفُذُهُمَ الْبَصَرُ وَيُسْمِعُهُمَ الدَّاعِي فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا مُحَمَّدُ, عَلَى رُؤُوسِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ, فَيَقُولُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ, وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْك, الْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْت, تَبَارَكْت وَتَعَالَيْت, وَمِنْك وَإِلَيْك, لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا إلاَّ إلَيْك, سُبْحَانَك رَبَّ الْبَيْتِ, تَبَارَكْت رَبَّنَا وَتَعَالَيْت، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ. 32403- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ دَاوُدَ الأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي قَوْلِهِ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَك رَبُّك مَقَامًا مَحْمُودًا}، قَالَ: الشَّفَاعَةُ. 32404- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا إلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إنَّ ابْنِي هَذَا بِهِ جُنُونٌ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا، فَيَخْبُثُ، قَالَ: فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَدْرَهُ وَدَعَا، فَثَعَّ ثَعَّةً، خَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ مِثْلُ الْجِرْوِ الأَسْوَدِ. 32405- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدِ وَعَفَّانُ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَخْطُبُ إلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ تَحَوَّلَ إلَيْهِ, فَحَنَّ الْجِذْعُ حَتَّى أَخَذَهُ فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ، فَقَالَ: لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. 32406- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ أَتَوْا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ فَقَالُوا: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ مِنْبَرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم؟ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، قَالَ: هُوَ مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ, وَعَمِلَهُ فُلاَنٌ - مَوْلَى فُلاَنَةَ - لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْتَنِدُ إلَى جِذْعٍ فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي إِلَيْهِ إذَا خَطَبَ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ فَقَعَدَ عَلَيْهِ حَنَّ الْجِذْعُ، قَالَ: فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَوَطَّدَهُ, - وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ: فوطده - حَتَّى سَكَنَ. 32407- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ إلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ, إنَّ لِي غُلاَمًا نَجَّارًا, أَفَلاَ آمُرُهُ يَصْنَعُ لَك مِنْبَرًا؟ قَالَ: بَلَى, فَاتَّخَذَ مِنْبَرًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: فَأَنَّ الْجِذْعُ الَّذِي كَانَ يَقُومُ عَلَيْهِ كَمَا يَإن الصَّبِيِّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّ هَذَا بَكَى لِمَا فَقَدَ مِنَ الذِّكْرِ. 32408- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ إلَى جِذْعٍ, فَأَتَاهُ رَجُلٌ رُومِيٌّ، فَقَالَ: أَصْنَعُ لَك مِنْبَرًا تَخْطُبُ عَلَيْهِ، فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرَهُ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ، فَلَمَّا قَامَ عَلَيْهِ فَخَطَبَ حَنَّ الْجِذْعُ حُنَيْنَ النَّاقَةِ عَلَى وَلَدِهَا، فَنَزَلَ إلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَضَمَّهُ إلَيْهِ، فَسَكَنَ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُدْفَنَ، وَيُحْفَرَ لَهُ. 32409- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْمَاضِي. 32410- حَدَّثَنَا سُوَيْد بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ وَمَالِكَ بن إسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: عَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ لَيْلَةٍ, فَافْتَرَشَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ فَانْتَبَهْت بَعْضَ اللَّيْلِ فَإِذَا نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَيْسَ قُدَّامَهَا أَحَد, فَانْطَلَقْت أَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ قَائِمَانِ، قَالَ: قُلْتُ أَيْنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم؟ قَالاَ: لاَ نَدْرِي، غَيْرَ أَنَّا سَمِعْنَا صَوْتًا فِي أَعْلَى الْوَادِي، فَإذا مِثْلُ هَزِيرِ الرَّحَى، فَلَمْ نَلْبَثْ إلاَّ يَسِيرًا حَتَّى أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرَنِي أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ, وَإِنِّي اخْتَرْت الشَّفَاعَةَ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ, نَنْشُدُك اللَّهَ وَالصُّحْبَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ، قَالَ: فَأَنْتُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي، قَالَ: فَأَقْبَلْنَا مَعَانِيقَ إلَى النَّاسِ، قَالَ: فَإِذَا هُمْ قَدْ فَزِعُوا وَفَقَدُوا نَبِيَّهُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ, وَإِنِّي اخْتَرْت الشَّفَاعَةَ, فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ, نَنْشُدُك اللَّهَ وَالصُّحْبَةَ, لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ، فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْهِ، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ مَاتَ مِنْأُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا. 32411- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا أَسُوقُ بَعِيرًا لِي وَأَنَا فِي آخِرِ النَّاسِ وَهُوَ يَظْلَع، أَوْ قَدَ اعْتَلَّ، قَالَ: مَا شَأْنُهُ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: يَظْلَع، أَوْ قَدَ اعْتَلَ, فَأَخَذَ شَيْئًا كَانَ فِي يَدِهِ فَضَرَبَهُ، ثُمَّ قَالَ: ارْكَبْ, فَلَقَدْ كُنْت أَحْبِسُهُ حَتَّى يَلْحَقُونِي. 32412- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عُثْمَان بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْت مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثَلاَثًا مَا رَآهَا أَحَدٌ قَبْلِي, وَلاَ يَرَاهَا أَحَدٌ مِنْ بَعْدِي: لَقَدْ خَرَجْت مَعَهُ فِي سَفَرٍ حَتَّى إذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ مَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ جَالِسَةٍ مَعَهَا صَبِيٌّ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ, ابْنِي هَذَا أَصَابَهُ بَلاَءٌ, وَأَصَابَنَا مِنْهُ بَلاَءٌ, يُؤْخَذُ فِي الْيَوْمِ لاَ أَدْرِي كَمْ مَرَّةً، قَالَ: نَاوِلِينِيهِ, فَرَفَعَتْهُ إلَيْهِ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ، ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ فَنَفَثَ فِيهِ ثَلاَثًا بِسْمِ اللهِ أَنَا عَبْدُ اللهِ اخْسَأْ عَدُوَّ اللهِ، قَالَ: ثُمَّ نَاوَلَهَا إيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ: الْقَيْنَا بِهِ فِي الرَّجْعَةِ فِي هَذَا الْمَكَانِ، فَأَخْبِرِينَا بِمَا فَعَلَ، قَالَ: فَذَهَبْنَا وَرَجَعْنَا، فَوَجَدْنَاهَا فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ مَعَهَا شِيَاهٌ ثَلاَثٌ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ صَبِيُّك؟ قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِ مَا أَحْسَسْنَا مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى السَّاعَةِ فَاجْتَزِر هَذِهِ الْغَنَمَ، قَالَ: انْزِلْ فَخُذْ مِنْهَا وَاحِدَةً وَرُدَّ الْبَقِيَّةَ. قَالَ: وَخَرَجْت مَعَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إلَى الْجَبَّانَةِ، حَتَّى إذَا بَرَزْنَا قَالَ: اُنْظُرْ وَيْحَك, هَلْ تَرَى مِنْ شَيْءٍ يُوَارِينِي؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, مَا أَرَى شَيْئًا يُوَارِيك إلاَّ شَجَرَةً مَا أَرَاهَا تُوَارِيك، قَالَ: مَا قُرْبُهَا شَيْءٌ؟ قُلْتُ: شَجَرَةٌ خَلْفَهَا، وَهِيَ مِثْلُهَا أَوْ قَرِيبٌ مِنْهَا، قَالَ: اذْهَبْ إلَيْهِمَا فَقُلْ لَهُمَا إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى، قَالَ: فَاجْتَمَعَتَا فَبَرَزَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: اذْهَبْ إلَيْهِمَا فَقُلْ لَهُمَا: إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَرْجِعَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا إلَى مَكَانِهَا. قَالَ: وَكُنْت جَالِسًا مَعَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إذْ جَاءَ جَمَلٌ يَخِبُّ حَتَّى ضَرَبَ بِجِرَانِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: اُنْظُرْ وَيْحَك لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟ إنَّ لَهُ لَشَأْنًا, فَخَرَجْت أَلْتَمِسُ صَاحِبَهُ فَوَجَدْتُهُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَعَوْتُهُ إلَيْهِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُ جَمَلِكَ هَذَا؟ قَالَ: وَمَا شَأْنُهُ؟ قَالَ: لاَ أَدْرِي وَاللهِ مَا شَأْنُهُ، عَمِلْنَا عَلَيْهِ وَنَضَحْنَا عَلَيْهِ حَتَّى عَجَزَ عَنِ السِّقَايَةِ, فَائْتَمَرْنَا الْبَارِحَةَ أَنْ نَنْحَرَهُ وَنُقَسِّمَ لَحْمَهُ، قَالَ: فَلاَ تَفْعَلْ, هَبْهُ لِي، أَوْ بِعْنِيهِ، قَالَ: هُوَ لَك يَا رَسُولَ اللهِ, فَوَسَمَهُ سِمَةِ الصَّدَقَةِ، ثُمَّ بَعَثَ بِهِ. 32413- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْت مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَفَرٍ, وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَتَغَيَّبَ فَلاَ يُرَى, فَنَزَلْنَا بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ لَيْسَ فِيهَا شَجَرَةٌ وَلاَ عَلَمٌ، فَقَالَ: يَا جَابِرُ اجْعَلْ فِي إِدَاوَتِكَ مَاء، ثُمَّ انْطَلَقَ بِنَا، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى لاَ نُرَى فَإِذَا هُوَ بِشَجَرَتَيْنِ بينهما أَرْبَعَة أَذْرعْ, فَقَالَ: يَا جَابِر انْطَلِقْ إلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَقُلْ لَهَا: يَقُولُ لَك رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: الْحَقِي بِصَاحِبَتِكَ حَتَّى أَجْلِسَ خَلْفَكُمَا, فَرَجَعَتْ إلَيْهَا فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَلْفَهُمَا، ثُمَّ رَجَعَتَا إلَى مَكَانِهِمَا. فَرَكِبْنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: بَيْنَنَا كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا, فَعَرَضَتْ لَنَا امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّ ابْنِي هَذَا يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ كُلَّ يَوْمٍ مِرَارًا, فَوَقَفَ بِهَا، ثُمَّ تَنَاوَلَ الصَّبِيَّ فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، ثُمَّ قَالَ: اخْسَأْ عَدُوَّ اللهِ, أَنَا رَسُولُ اللهِ ثَلاَثًا، ثُمَّ دَفَعَهُ إلَيْهَا، فَلَمَّا قَضَيْنَا سَفَرَنَا مَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَعَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ مَعَهَا صَبِيُّهَا وَمَعَهَا كَبْشَانِ تَسُوقُهُمَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ, اقْبَلْ مِنِّي هَذَيْن, فَوَالَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِ مَا عَادَ إلَيْهِ بَعْدُ، فَقَالَ: خُذُوا مِنْهَا أَحَدَهُمَا, وَرُدُّوا عَلَيْهَا الآخَرَ. قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَنَا كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا, فَإِذَا جَمَلٌ نَادٌّ حَتَّى إذَا كَانَ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ خَرَّ سَاجِدًا, فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، ثُمَّ قَالَ: عَلَيَّ النَّاسَ, مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ؟ فَإِذَا فِتْيَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالُوا: هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَمَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: سَنَيْنَا عَلَيْهِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً, وَكَانَتْ بِهِ شُحَيْمَةٌ, فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ, فَنَقْسِمُهُ بَيْنَ غِلْمَانِنَا, فَانْفَلَتَ مِنَّا، قَالَ: تَبِيعُونَهُ، قَالُوا: لاَ, بَلْ هُوَ لَك يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إمَّا لاَ فَأَحْسِنُوا إلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ. 32414- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو بن الأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جُنْدُبٍ، قَالَتْ: رَأَيْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي يَوْمَ النَّحْرِ وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَتَبِعَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ, وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ بَلاَءٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ, إنَّ هَذَا ابْنِي وَبَقِيَّةُ أَهْلِي، وَإِنَّ بِهِ بَلاَءً لاَ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: ائْتُونِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ, فَأُتِيَ بِهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَمَضْمَضَ فَاهُ، ثُمَّ أَعْطَاهَا، فَقَالَ: اسْقِيهِ مِنْهُ، وَصُبِّي عَلَيْهِ مِنْهُ، وَاسْتَشْفِي اللَّهَ لَهُ، قَالَتْ: فَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ، فَقُلْتُ: لَوْ وَهَبْت لِي مِنْهُ، فَقَالَتْ: إنَّمَا هُوَ لِهَذَا الْمُبْتَلَى, فَلَقِيت الْمَرْأَةَ مِنَ الْحَوْلِ فَسَأَلْتُهَا عَنِ الْغُلاَمِ، فَقَالَتْ: بَرَأَ وَعَقَلَ عَقْلاً لَيْسَ كَعُقُولِ النَّاسِ. 32415- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَرْدَفَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ فَأَسَرَّ إلَيَّ حَدِيثًا لاَ أُحَدِّثُهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ, وَكَانَ مِمَّا يُعْجِبُه، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنْ يَسْتَتِرَ بِهِ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِ هَدَفٌ، أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ, فَدَخَلَ يَوْمًا حَائِشَ نَخْلِ الأَنْصَارِ فَرَأَى فِيهِ بَعِيرًا، فَلَمَّا رَآهُ الْبَعِيرُ خَرَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، قَالَ: فَمَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَرَاتَهُ وَذِفْرَاهُ فَسَكَنَ، فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا الْبَعِيرُ؟ أَوْ مَنْ رَبُّ هَذَا الْبَعِيرِ؟ قَالَ: فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: أَحْسِنْ إلَيْهِ فَقَدْ شَكَا إلَيَّ أَنَّك تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ. 32416- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ يَهُودِيًّا حَلَبَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَاقَةً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ جَمِّلْهُ, فَاسْوَدَّ شَعْرُهُ. 32417- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنِ نَهِيكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَخْطَبَ أَبَا زَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجِئْتُهُ بِقَدَحٍ, فَكَانَتْ فِيهِ شَعْرَةٌ فَنَزَعَهَا، قَالَ: اللَّهُمَّ جَمِّلْهُ, فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَمَا فِي رَأْسِهِ طَاقَةٌ بَيْضَاءُ. 32418- حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتَه، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ: أنَّهُ سَقَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَبَنًا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَمْتِعْهُ بِشَبَابِهِ, فَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً لاَ يَرَى شَعَرَةً بَيْضَاءَ. 32419- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّةِ، قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ مَالِكٍ بِعُكَّةِ سَمْنٍ إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِلاَلاً فَعَصَرَهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا إلَيْهَا فَرَجَعَتْ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ, فَأَتَتِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَتْ: أَنَزَلَ فِي شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ مَالِكٍ، قَالَتْ: رَدَدْت عَلَيَّ هَدِيَّتِي، قَالَ: فَدَعَا بِلاَلاً فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِ, لَقَدْ عَصَرْتُهَا حَتَّى اسْتَحْيَيْت، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: هَنِيئًا لَك يَا أُمَّ مَالِكَ, هَذِهِ بَرَكَةٌ عَجَّلَ اللَّهُ لَكِ ثَوَابَهَا، ثُمَّ عَلَّمَهَا أَنْ تَقُولَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ سُبْحَانَ اللهِ عَشْرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَشْرًا وَاللَّهُ أَكْبَرُ عَشْرًا. 32420- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْفَائشِيِّ، عَنِ ابْنَةٍ لِخَبَّابٍ، قَالَتْ: خَرَجَ أَبِي فِي غَزَاةٍ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتَعَاهَدُنَا فَيَحْلِبُ عَنْزًا لَنَا، فَكَانَ يَحْلِبُهَا فِي جَفْنَةٍ لَنَا فَتَمْتَلِئُ، فَلَمَّا قَدِمَ خَبَّابٌ كَانَ يَحْلبَهَا فَعَادَ حِلاَبُهَا. 32421- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إذَا قَرَأَ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْك وَمِنْ نُوحٍ} يَقُولُ: بُدِئَ بِي فِي الْخَيْرِ, وَكُنْت آخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ. 32422- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْن، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجَ إلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ غَضْبَانُ وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ مَعَهُ جِبْرِيلَ، قَالَ: فَمَا رَأَيْت يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مُتَقَنِّعًا مِنْهُ، قَالَ: سَلُونِي فَوَاللهِ لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إلاَّ أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ، قَالَ: فَقَامَ إلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: لاَ, بَلْ فِي النَّارِ، قَالَ: فَقَامَ إلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, مَنْ أَبِي؟ قَالَ: أَبُوك حُذَافَةُ، قَالَ: فَقَامَ إلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: أَعْلَيْنَا الْحَجُّ فِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ, وَلَوْ وَجَبَتْ مَا قُمْتُمْ بِهَا, وَلَوْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا لَعُذِّبْتُمْ. قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَسُولا, يَا رَسُولَ اللهِ, كُنَّا حَدِيثِي عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ, فَلاَ تُبْدِ سَوْآتِنَا، وَلاَ تَفْضَحْنَا لِسَرَائِرِنَا وَاعْفُ عَنَّا عَفَا اللَّهُ عَنْك، قَالَ: فَسُرِّيَ عَنْهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ نَحْوَ الْحَائِطِ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِ, رَأَيْت الْجَنَّةَ وَالنَّارَ دُونَ هَذَا الْحَائِطِ. 32423- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَبْطَأَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: إنِّي أَرَى رَبَّكَ قَدْ قَلاَكَ مِمَّا يَرَى مِنْ جَزْعَكَ، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إذَا سَجَى مَا وَدَّعَك رَبُّك، وَمَا قَلَى}. 32424- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: صَلَّيْت مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلاَةَ الأُولَى، ثُمَّ خَرَجَ إلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْت مَعَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ وِلدَانٌ فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدَّيَّ، فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا وَرِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ. 32425- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنِ الْكَوْثَرِ؟ فَقَالَ: هُوَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إيَّاهُ. 32426- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: هُوَ النُّبُوَّةُ وَالْخَيْرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ. 32427- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ فُلَيت، عَنْ جَسْرَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يُرَدِّدُ آيَةً حَتَّى أَصْبَحَ، بِهَا يَرْكَعُ، وَ بِهَا يَسْجُدُ {إنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُك}، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, مَا زِلْت تُرَدِّدُ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى أَصْبَحْت، قَالَ: إنِّي سَأَلْت رَبِّي الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِي وَهِيَ نَائِلَةٌ لِمَنْ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا. 32428- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} جَاءَتِ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَنَّهَا سَتُؤذيك، فَقَالَ: إِنَّهُ سَيُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، قَالَ: فَلَمْ تَرَهُ، فَقَالَتْ لأَبِي بَكْرٍ: هَجَانَا صَاحِبُك، فَقَالَ: وَاللهِ مَا يَنْطِقُ الشِّعْرَ وَلاَ يَقُولُهُ، فَقَالَتْ: إنَّك لَمُصَدَّقٌ، قَالَ: فَانْدَفَعَتْ رَاجِعَةً، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ, مَا رَأَتْك، قَالَ: فَقَالَ: لَمْ يَزَلْ مَلَكٌ بَيْنِي وَبَيْنَهَا يَسْتُرُنِي حَتَّى ذَهَبَتْ. 32429- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّبِيُّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَتَمَّهَا إلاَّ لَبِنَةً وَاحِدَةً، فَجِئْت أَنَا فَأَتْمَمْت تِلْكَ اللَّبِنَةَ. 32430- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، فَأَتَمَّهَا وَأَكْمَلَهَا إلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا وَيَقُولُونَ: لَوْلاَ مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: فَأَنَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ جِئْت فَخَتَمْت الأَنْبِيَاءَ. 32431- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, جِئْتُ مِنْ عِنْدِ حَيٍّ مَا يَتَرَوَّحُ لَهُمْ رَاعٍ, وَلاَ يَخْطِرُ لَهُمْ فَحْلٌ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِ بِلاَدَك وَبَهَائِمَك وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، قَالَ: ثُمَّ دَعَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا مَرِيعًا، طَيِّبًا غَدَقًا، عَاجِلاً غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، قَالَ: فَمَا نَزَلَ حَتَّى مَا جَاءَ أَحَدٌ مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ إلاَّ قَالَ: مُطِرْنَا وَأُحْيِينَا. 2432- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، يَرْفَعُهُ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنِّي بُعِثْت خَاتَمًا وَفَاتِحًا, وَاخْتُصِرَ لِي الْحَدِيثُ اخْتِصَارًا، فَلاَ يُهْلِكَُكُم المشركون. 32433- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّمَا بُعِثْت لأُتَمِّمَ صَلاحَ الأَخْلاَقِ. 32434- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - أَوْ مَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْهُمْ -: يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَوْلُنَا أَنْ نُفَارِقَك فِي الدُّنْيَا فَإِنَّك لَوْ مُتَّ رُفِعْت فَوْقَنَا فَلَمْ نَرَك, فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَنْ يُطِعَ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}. 32435- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا أنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْهِ مِنْ رَبِّه}ِ، قَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْك وَعَلَى أُمَّتِكَ, سَلْ تُعْطَهُ، قَالَ: فَقَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى خَتَمَهَا: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلاَّ وُسْعَهَا} إلَى آخِرِ الآيَةِ. 32436- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْعَلاَفُ، عَنْ حُسَينِ بْنِ عَلِيٍّ: فِي قَوْلِهِ: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}، قَالَ: هُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَاهِدٌ مِنَ اللهِ. 32437- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ إلَى الْمَدِينَةِ، تَبِعَهُمَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ، فَلَمَّا رَآهُمَا قَالَ: هَذَانِ فَرُّ قُرَيْشٍ لَوْ رَدَدْت عَلَى قُرَيْشٍ فَرَّهَا، قَالَ: فَطَفَّ فَرَسُهُ عَلَيْهِمَا، قَالَ: فَسَاخَتِ الْفَرَسُ، قَالَ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُخْرِجَهَا، وَلاَ أَقْرَبُكُمَا، قَالَ: فَخَرَجَتْ فَعَادَتْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثًا، قَالَ: تَبًّا وتَعْسًا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ لَك إلاَّ الزَّادُ وَالْحُمْلاَنِ؟ قَالاَ: لاَ نُرِيدُ، وَلاَ حَاجَةَ لَنَا فِي ذَلِكَ، أَغْنِ عَنَّا نَفْسَك، قَالَ: كَفَيْتُكُمَا. 32438- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ مَسْأَلَةً: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} حَتَّى بَلَغَ {مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} فَأُعْطِيَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. 32439- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: كَانَ فِي تُرْسِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَبْشٌ مُصَوَّرٌ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ ذَهَبَ اللَّهُ بِهِ. 32440- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: ذُكِرَتِ الأَنْبِيَاءُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَلَمَاْ ذُكِرَ هُو َقَالَ: ذَاكَ خَلِيلُ اللهِ. 32441- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ المُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَنَا أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ. 32442- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أيهَا النَّاسُ إنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ. 32443- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ طُفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ, أَرَأَيْت إنْ جَعَلْتُ صَلاَتِي كُلَّهَا صَلاَةً عَلَيْك، قَالَ: إذنْ يَكْفِيك اللَّهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاك وَآخِرَتِك. 32444- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَةً عَلَيَّ زَكَاةٌ لَكُمْ, وَسَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ، قَالُوا: وَمَا الْوَسِيلَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ، لاَ يَنَالُهَا إلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ، أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ. 32445- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ. 32446- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عْن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ. 32447- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً. 32448- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمَّادٍ بْنِ سَلَمَة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالسُّرُورُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إنَّا لَنَرَى السُّرُورَ فِي وَجْهِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَكُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَمَا يُرْضِيك أنَّهُ لاَ يُصَلِّي عَلَيْك مِنْ أُمَّتِكَ أَحَدٌ إلاَّ صَلَّيْت عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلاَ يُسَلِّمُ عَلَيْك أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إلاَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا؟ قَالَ: بَلَى. 32449- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، قَالَ: حدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: سَجَدْت شُكْرًا فِيمَا أَبْلاَنِي مِنْ أُمَّتِي: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ. 32450- حَدَّثَنَا هشيم، عن الْعَوَّامِ، قَالَ: حدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، إِنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ. 32451- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ لَمْ تَزَلَ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَي, فَلْيُقِلَّ الْعَبْدُ مِنْ ذَلِكَ، أَوْ يُكْثِر. 32452- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، قَالَ: إنَّ مَلَكًا مُوَكَّلٌ بِمَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُبَلِّغَ عَنْهُ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنَّ فُلاَنًا مِنْ أُمَّتِكَ صَلَّى عَلَيْك. 32453- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَنْ ذُكِرْت عِنْدَهُ فَنَسِيَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. 32454- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، قَالَ: الْكَوْثَرُ مَا أُعْطِيَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ الْخَيْرِ وَالنُّبُوَّةِ وَالإِسْلاَمِ. 32455- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ {إنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَرَ}، قَالَ: حوْضٌ فِي الْجَنَّةِ أُعْطِيه رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. 32456- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَمَّا أُوحِيَ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَتْ قُرَيْشٌ: بُتِرَ مُحَمَّدٌ مِنَّا, فَنَزَلَتْ: {إنَّ شَانِئَك هُوَ الأَبْتَرُ}: الَّذِي رَمَاك بِهِ هُوَ الأَبْتَرُ. 32457- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: لاَ نُفَضِّلُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَحَدًا، وَلاَ نُفَضِّلُ عَلَى إبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ أَحَدًا. 32458- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ. 32459- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، عَنِ الضِّحَاكِ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَقْرَأَهُ آخِرَ الْبَقَرَةِ حَتَّى إذَا حَفِظَهَا، قَالَ: اقْرَأْهَا عَلَي, فَقَرَأَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَعَلَ جِبْرِيلُ يَقُولُ: ذَلِكَ لَك، ذَلِكَ لَك {لاَ تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}. 32460- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: قيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنْ شِئْت أَعْطَيْنَاك مَفَاتِحَ الأَرْضِ وَخَزَائِنَهَا, لاَ يَنْقُصُك ذَلِكَ عِنْدَنَا شَيْئًا فِي الآخِرَةِ, وَإِنْ شِئْت جَمَعْتُهَا لَك فِي الآخِرَةِ، قَالَ: لاَ, بَلَ اجْمَعْهَا لِي فِي الآخِرَةِ, فَنَزَلَتْ: {تَبَارَكَ الَّذِي إنْ شَاءَ جَعَلَ لَك خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَك قُصُورًا}. 32461- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّهُ قَالَ: كُنْتُ غُلاَمًا يَافِعًا أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ, فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ - وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ - فَقَالاَ: يَا غُلاَمُ, هَلْ لَكَ مِنْ لَبَنٍ تَسْقِينَا؟ قُلْتُ: إنِّي مُؤْتَمَنٌ وَلَسْت سَاقِيَكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: هَلْ عِنْدَكَ مِنْ جَذَعَةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ, فَأَتَيْتُهُمَا بِهَا فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، وَمَسَحَ الضَّرْعَ وَدَعَا فَحَفَلَ الضَّرْعُ، ثُمَّ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِصَخْرَةٍ مُنْقَعِرَةٍ - أَوْ مُنْقَرَةٍ - فَاحْتَلَبَ فِيهَا، فَشَرِبَ وَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ شَرِبْت، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: اقْلِصْ، فَقَلَصَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، قَالَ: إنَّك غُلاَمٌ مُعَلَّمٌ. 32462- حَدَّثَنَا يعلى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو سنان، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ حَقٌّ، فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ فَلَقِيَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لاَ وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْبَشَرِ, لاَ أُفَارِقُك وَأَنَا أَطْلُبُك بِشَيْءٍ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: مَا اصْطَفَى اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ, فَلَطَمَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَبُو الْقَاسِمِ، فَقَالَ: إنَّ عُمَرَ، قَالَ: لاَ وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْبَشَرِ قُلْتُ لَهُ: مَا اصْطَفَى اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ, فَلَطَمَنِي، فَقَالَ: أَمَّا أَنْتَ يَا عُمَرُ, فَأَرْضِهِ مِنْ لَطْمَتِهِ, بَلَى يَا يَهُودِي, آدم صفي الله، وإبراهيم خليل الله، وموسى نجي الله، وعيسى روح الله، وأنا حبيب الله, بَلَى يَا يَهُودِي تَسَمّى اللَّهُ بِاسْمَيْنِ سَمَّى بِهِمَا أُمَّتِي هُوَ السَّلاَمُ, وَسَمَّى أُمَّتِي الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ الْمُؤْمِنُ وَسَمَّى أُمَّتِي الْمُؤْمِنِينَ, بَلَى يَا يَهُودِي, طَلَبْتُمْ يَوْمًا ذُخِرَ لَنَا, الْيَوْمَ لَنَا وَغَدًا لَكُمْ, وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى, بَلَى يَا يَهُودِي, أَنْتُمَ الأَوَّلُونَ وَنَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, بَلَى إنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الأَنْبِيَاءِ حَتَّى أَدْخُلَهَا, وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتِي. 32463- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}، قَالَ: رَأَى رَبَّهُ. 32464- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلاَمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُمِّهِ: أَنَّ خَالَهَا حَبِيبَ بْنَ فويكٍ حَدَّثَهَا: أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ بِهِ إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَيْنَاهُ مُبْيَضَّتَانِ لاَ يُبْصِرُ بِهِمَا شَيْئًا, فَسَأَلَهُ: مَا أَصَابَهُ؟ قَالَ: كُنْتُ أُمَرِّنُ خَيْلاً لِي، فَوَقَعَتْ رِجْلِي عَلَى بَيْضِ حَيَّةٍ فَأُصِيبَ بَصَرِي، فَنَفَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي عَيْنَيْهِ فَأَبْصَرَ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يُدْخِلُ الْخَيْطَ فِي الإِبْرَةِ وَإِنَّهُ لاَبْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَمُبْيَضَّتَانِ. 32465- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إذَا نَعَتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْمُمَّغَطِ، وَلاَ بِالْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّد, كَانَ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ, كَانَ جَعْدَ الشَّعْرِ, وَلَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطِطِ، وَلاَ بِالسَّبْطِ, كَانَ جَعْدًا رَجِلا, وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهَّمِ، وَلاَ الْمُكَلْثَمِ, كَانَ فِي الْوَجْهِ تَدْوِيرٌ, أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً, أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ, أَهْدَبَ الأَشْفَارِ, جَلِيلَ الْمُشَاشِ وَالْكَتَدِ، أَجْرَدَ، ذَا مَسْرُبَةٍ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ, إذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ، إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ مَعًا, بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيُّينَ, أَجْوَدَ النَّاسِ كَفًّا، وَأَجْرَأَ النَّاسِ صَدْرًا, وَأَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً, وَأَوْفَى النَّاسِ بِذِمَّةٍ, وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عِشْرَةً, مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ, وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ. 32466- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَتْ فِي سَاقَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حُمُوشَةٌ, وَكَانَ لاَ يَضْحَكُ إلاَّ تَبَسُّمًا, وَكُنْت إذَا نَظَرْت قُلْتُ: أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ وَلَيْسَ بِأَكْحَلَ. 32467- حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: إِنَّهُ وَصَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: كَانَ عَظِيمَ الْهَامَةِ، أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ, شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ, طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ, رَجِلَه، يَتَكَفَّأُ فِي مِشْيَتِهِ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ فِي صَبَبٍ, لاَ طَوِيلٌ، وَلاَ قَصِيرٌ, لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ. 32468- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ: إِنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، فَكَانَ إذَا ادَّهَنَ، ثُمَّ مَشَطَهُ لَمْ يَبِنْ, وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ؟ فَقَالَ: لاَ, بَلْ كَانَ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، مُسْتَدِيرٌ, وَرَأَيْت الْخَاتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ تُشْبِهُ جَسَدَهُ. 32469- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي ألنَّوْمِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى الْبَصْرَةِ، قَالَ: فَقُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إنِّي قَد رَأَيْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي النَّوْمِ، قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ تَنْعَتُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْت؟ قُلْتُ: نَعَمْ, أَنْعَتُ لَك رَجُلاً بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ أَسْمَرُ فِي الْبَيَاضِ, حَسَنَ الْمَضْحَكِ، أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ جَمِيلَ دَوَائِرِ الْوَجْهِ, قَدْ مَلاَتْ لِحْيَتَهُ مِنْ لَدُنْ هَذِهِ إلَى هَذِهِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إلَى صُدْغَيْهِ - حَتَّى كَادَتْ تَمْلاَ نَحْرَهُ - قَالَ عَوْفٌ: وَلاَ أَدْرِي مَا كَانَ مَعَ هَذَا مِنَ النَّعْتِ -، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ رَأَيْته فِي الْيَقِظَةِ مَا اسْتَطَعْت أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا. 32470- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ: لاَ. 32471- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَعْرِضُ الْكِتَابَ عَلَى جِبْرِيلَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ, فَإِذَا أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ اللَّيْلَةِ الَّتِي يَعْرِضُ فِيهَا مَا يَعْرِضُ أَصْبَحَ وَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ لاَ يُسْأَلُ شَيْئًا إلاَّ أَعْطَاهُ. 32472- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ مَكَّةَ إلَى الْمَدِينَةِ, وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْتَلِفُ إلَى الشَّامِ، قَالَ: وَكَانَ يُعْرَفُ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ يُعْرَفُ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا بَكْرٍ, مَنْ هَذَا الْغُلاَمُ بَيْنَ يَدَيْك، قَالَ: هَذَا هَادٍ يَهْدِي السَّبِيلَ، قَالَ، فَلَمَّا دَنَوَا مِنَ الْمَدِينَةِ نَزَلاَ الْحَرَّةَ، وَبَعَثَوا إلَى الأَنْصَارِ فَجَاؤُوا، قَالَ: فَشَهِدْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا كَانَ أَحْسَنَ، وَلاَ أَضْوَأَ مِنْ يَوْمٍ دَخَلَ عَلَيْنَا فِيهِ, وَشَهِدْتُهُ يَوْمَ مَاتَ فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا كَانَ أَقْبَحَ، وَلاَ أَظْلَمَ مِنْ يَوْمٍ مَاتَ فِيهِ، صَلَوَاتُ اللهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوَانُهُ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمن، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنِ أَبِي شَيْبَة، قَالَ: 32473- حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: أَوَّلُ الْخَلاَئِقِ يُلْقَى بِثَوْبٍ إبْرَاهِيمُ. 32474- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} قَالَ: بَلَّغَ مَا أُمِرَ بِهِ. 32475- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: الأَوَّاهُ الدُّعَاءُ. يُرِيدُ {إنَّ إبْرَاهِيمَ لاَوَّاهٌ}.
32476- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ، فَقَالَ: ذَاكَ إبْرَاهِيمُ. 32477- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: يُحْشَرُ النَّاسُ عُرَاةً حُفَاةً, فَأَوَّلُ مَنْ يُلْقَى بِثَوْبٍ إبْرَاهِيمُ. 32478- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا فَرَغَ إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ قِيلَ لَهُ: {أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} قَالَ: رَبِ وَمَا يَبْلُغُ صَوْتِي؟ قَالَ: أَذِّنْ وَعَلَيَّ الْبَلاَغُ، فَقَالَ إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ إلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ، قَالَ: فَسَمِعَهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إلَى الأَرْضِ, أَلاَ تَرَى أَنَّ النَّاسَ يَجِيئُونَ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ يُلَبُّونَ. 32479- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْن، قَالَ: حدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: انْطَلَقَ إبْرَاهِيمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَمْتَارُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الطَّعَامِ, فَمَرَّ بِسِهْلَةٍ حَمْرَاءَ, فَأَخَذَ مِنْهَا ثُمَّ رَجَعَ إلَى أَهْلِهِ، فَقَالُوا: مَا هَذَا؟ قَالَ: حِنْطَةٌ حَمْرَاءُ، قَالَ: ففَتَحُوهَا فَوَجَدُوهَا حِنْطَةً حَمْرَاءَ، قَالَ: فَكَانَ إذَا زَرَعَ مِنْهَا شَيْئًا خَرَجَ سُنْبُلَةً مِنْ أَصْلِهَا إلَى فَرْعِهَا حَبًّا مُتَرَاكِبًا. 32480- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: لَمَّا أُرِيَ إبْرَاهِيمُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَأَى عَبْدًا عَلَى فَاحِشَةٍ فَدَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ، ثُمَّ رَأَى آخَرَ فَدَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ، فَقَالَ اللَّهُ: أَنْزِلُوا عَبْدِي, لاَ يُهْلِكُ عِبَادِي. 32481- حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: أُرْسِلَ عَلَى إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَسَدَانِ مُجَوَّعَانِ, قَالَ: فَلَحَسَاهُ وَسَجَدَا لَهُ. 32482- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُليلٍ، عَنْ عَلِيٍّ: فِي قَوْلِهِ: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إبْرَاهِيمَ} قَالَ: لَوْلا أَنَّهُ قَالَ {وَسَلاَمًا} لَقَتَلَهُ بَرْدُهَا. 32483- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: حدَّثَنِي مُوسَى مَوْلَى أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: لَمَّا أرى إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي الْمَنَامِ ذَبْحَ إِسْحَاقَ سَارَ بِهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى أَتَى الْمَنْحَرَ بِمِنًى، فَلَمَّا صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ الذَّبْحَ قَامَ بِكَبْشٍ فَذَبَحَهُ، ثُمَّ رَجَعَ بِهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ فِي رَوْحَةٍ وَاحِدَةٍ، طُوِيَتْ لَهُ الأَوْدِيَةُ وَالْجِبَالُ. 32484- حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: مَا أَحْرَقَتِ النَّارُ مِنْ إبْرَاهِيمَ إلاَّ وِثَاقَهُ. 32485- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عْن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ: ذَكَرْت إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، بِمَ أَعْطَيْتَهُمْ ذَاكَ؟ قَالَ: إنَّ إبْرَاهِيمَ لَمْ يُعْدَلْ بِي شَيْءٍ إلاَّ اخْتَارَنِي، وَإِنَّ إِسْحَاقَ جَادَ لِي بِنَفْسِهِ فَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَجْوَدُ، وَإِنَّ يَعْقُوبَ لَمْ أَبْتَلِهِ بِبَلاَءٍ إلاَّ زَادَ بِي حُسْنَ ظَنٍّ. 32486- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} قَالَ: لَمَّا أُمِرَ إبْرَاهِيمُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِالْحَجِّ فَقَامَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ, أَجِيبُوا رَبَّكُمْ, فَأَجَابُوهُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ. 32487- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَإِذَ ابْتَلَى إبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} قَالَ: اُبْتُلِيَ بِالآيَاتِ الَّتِي بَعْدَهَا. 32488- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: {وَإِذَ ابْتَلَى إبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} قَالَ: مِنْهُنَّ الْخِتَانُ. 32489- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَإِذَ ابْتَلَى إبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} قَالَ: لَمْ يُبْتَلَ أَحَدٌ بِهَذَا الدِّينِ فَأَقَامَهُ إلاَّ إبْرَاهِيمُ عليه السلام. 32490- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَوَّلُ كَلِمَةٍ قَالَهَا إبْرَاهِيمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. 32491- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ: أَنَّ إبْرَاهِيمَ أَوَّلُ النَّاسِ أَضَافَ الضَّيْفَ, وَأَوَّلُ النَّاسِ اُخْتُتِنَ, وَأَوَّلُ النَّاسِ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ، وَجَزَّ شَارِبَهُ، وَاسْتَحَدَّ. 32492- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ: أنَّ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَوَّلُ مَنْ رَأَى الشَّيْبَ، فَقَالَ: يَا رَبِ, مَا هَذَا؟ قَالَ: الْوَقَارُ، قَالَ: يَا رَبِ, زِدْنِي وَقَارًا. 32493- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ خَطَبَ عَلَى الْمَنَابِرِ إبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ عليه السلام.
|