الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **
16067- قال الطبراني: تميم بن أوس الداري، ويقال: ابن قيس، يكنى أبا رقية، وهو [عم] تميم بن [أوس بن] خارجة بن سواد بن جذيمة بن دراع بن عدي بن الدار بن لخم بن حبيب بن لمازة [بن] لخم. 16068- وعن أبي هريرة قال: أول من أسرج في المسجد تميم الداري. رواه الطبراني وفيه خالد بن إلياس وهو متروك. 16069- عن محمد بن سلام - يعني البيكندي - قال: واسم أبي سلمى ربيعة بن رياح بن قرظ بن الحارث بن مازن بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطي بن عثمان بن مزينة. رواه الطبراني. 16070- وعن محمد بن إسحاق قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، منصرفه من الطائف، كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير بن أبي سلمى يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجلاً بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه، وأنه بقي من شعراء قريش ابن الزبعري وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة ففر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يقتل أحداً جاءه تائباً، وإن أنت لم تفعل فانج ولا نجا لك، وقد كان كعب قال أبياتاً نال فيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ كعباً الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه، وأرجف به من كان حاضره من عدوه، فلما لم يجد من شيء بداً، قال قصيدته التي يمتدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر خوفه وإرجاف الوشاة به. ثم خرج حتى قدم المدينة، فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة - كما ذكر لي - فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الصبح، فصلى مع الناس ثم أشار له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقم إليه فاستأمنه، فذكر لي أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع يده في يده، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال: يا رسول الله إن كعب بن زهير جاء ليستأمن منك تائباً مسلماً فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". فقال: يا رسول الله أنا كعب بن زهير. قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: وثب عليه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعه عنك فإنه قد جاء تائباً نازعاً". فغضب علي هذا الحي من الأنصار لما صنع به صاحبهم، وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير، فقال قصيدته التي قالها حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مما قال [فيها]: تمشي الوشاة بجنبيها وقولهم * إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول وقال كل صديق كنت آمله: * لا ألفينك إني عنك مشغول فقلت: خلوا سبيلي لا أبا لكم * فكل ما قدر الرحمن مفعول كل ابن أنثى وإن طالت سلامته * يوماً على آلة حدباء محمول أنبئت أن رسول الله أوعدني * والعفو عند رسول الله مأمول مهلاً هداك الذي أعطاك نافلة الـ * ـفرقان [الفرقان] فيها مواعيظ وتفصيل لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم * أذنب وإن كثرت عني الأقاويل إن الرسول لنور يستضاء به * مهند من سيوف الله مسلول في عصبة من قريش قال قائلهم * ببطن مكة لما أسلموا: زولوا زالوا فما زال أنكاس ولا كشف * عند اللقاء ولا ميل مغازيل يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم * ضرب إذا غرد السود التنابيل شم العرانين أبطال لبوسهم * من نسج داود في الهيجا سرابيل بيض سوابغ قد شكت لها حلق * كأنها حلق القفعاء مجدول ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم * قوماً وليسوا مجازيعاً وإن نيلوا لا يقع الطعن إلا في نحورهم * وما لهم عن حياض الموت تهليل قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمرو بن قتادة قال: فلما قال: السود التنابيل. وإنما أراد معشر الأنصار لما كان صاحبهم صنع وخص المهاجرين من قريش من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدحته غضبت عليه الأنصار فبعد أن أسلم أخذ يمدح الأنصار ويذكر بلاءهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعهم من النبي صلى الله عليه وسلم . من سره كرم الحياة فلا يزل * في مقنب من صالحي الأنصار الباذلين نفوسهم لنبيهم * يوم الهياج وفتنة الحار والضاربين الناس عن أحياضهم * بالمشرفي وبالقنا الخطار والناظرين بأعين محمرة * كالجمر غير كليلة الأبصار يتطهرون كأنه نسك لهم * بدماء من قتلوا من الكفار لو يعلم الأقوام علمي كله * فيهم لصدقني الذين أماري رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات. 16071- قال الطبراني: لاشومة بن جرثوم أبو ثعلبة الخشني، وقد اختلف في اسمه، فقيل لاسر بن حمير، وقيل: لاشر بن جاهم، وقيل: جرهم، وقيل: غرنوف بن ناسم، [ويقال: ناشر] وقيل: ناشب بن عمرو، ويقال: خريم بن ناشب. 16072- وعن أبي ثعلبة الخشني قال: قلت: يا رسول الله أخبرني بما يحل لي مما يحرم علي، قال: فصعد في البصر وصوب ثم قال: "نويبتة". قال: قلت: يا رسول الله نويبتة خير أو نويبتة شر؟ قال: "بل نويبتة خير". قلت: فذكر الحديث. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير مسلم بن مشكم وهو ثقة. 16073- وعن هارون بن عبد الله الحمال قال: مات أبو ثعلبة الخشني سنة خمس وسبعين. رواه الطبراني. 16074- عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن ربيعة بن رواء العنسي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده يتعشى، فدعاه إلى العشاء فأكل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله؟". قال ربيعة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، قال: "أراغباً أم راهباً". قال ربيعة: أما الرغبة فوالله ما هي في يدك، وأما الرهبة فوالله إنا ببلاد لا تبلغنا جيوشك ولا خيولك، ولكني خوفت فخفت، وقيل لي: آمن فآمنت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "رُب خطيب من عنس". فأقام يختلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فودعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أحسست حساً فوائل إلى أدنى قرية". فخرج فأحس حساً فواءل إلى قرية فمات بها. رواه الطبراني مرسلاً وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف لم يسمع من أبيه. 16075- قال الطبراني: حيدرة بن خيشنة أبو قرصافة الليثي، مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. 16076- عن أبي قرصافة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان بدء إسلامي أني كنت يتيماً بين أمي وخالتي، وكان أكثر ميلي إلى خالتي، وكنت أرعى شويهات لي، فكانت خالتي كثيراً ما تقول لي: يا بني لا تمر إلى هذا الرجل - تعني النبي صلى الله عليه وسلم - فيغويك ويضلك، فكنت أخرج حتى آتي المرعى، وأترك شويهاتي وآتي النبي صلى الله عليه وسلم، فلا أزال أسمع منه، ثم أروح غنمي ضمراً يابسات الضروع. وقالت لي خالتي: ما لغنمك يابسات الضروع؟ قلت: ما أدري. ثم عدت إليه اليوم الثاني ففعل كما فعل في اليوم الأول، غير أني سمعته يقول: "يا أيها الناس هاجروا وتمسكوا بالإسلام، فإن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد". ثم إني رحت بغنمي كما رحت في اليوم الأول. ثم عدت إليه في اليوم الثالث فلم أزل عنده أسمع منه حتى أسلمت وبايعته وصافحته، وشكوت إليه أمر خالتي وأمر غنمي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جئني بالشياه". فجئته بهن فمسح ظهورهن وضروعهن، ودعا فيهن البركة، فامتلأن شحماً ولبناً، فلما دخلت على خالتي بهن قالت: يا بني هكذا فارع، قلت: يا خالة ما رعيت إلا حيث أرعى كل يوم، ولكن أخبرك بقصتي، وأخبرتها بالقصة وإتياني النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبرتها بسيرته وبكلامه فقالت [لي] أمي وخالتي: اذهب بنا إليه فذهبت أنا وأمي وخالتي فأسلمن وبايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم [وما] وصافحهن. فهذا ما كان من أمر إسلام أبي قرصافة وهجرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وكان أبو قرصافة يسكن أرض تهامة. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 16077- وعن عزة بنت عاض بن أبي قرصافة قال: أسرت الروم ابناً لأبي قرصافة، فكان أبو قرصافة إذا حضر وقت كل صلاة صعد سور عسقلان ونادى: يا فلان الصلاة، فيسمعه وهو في بلد الروم. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 16078- عن هارون بن عبد الله الحمال قال: أبو شريح الخزاعي كعب بن عمرو، ويقال: خويلد بن عمرو، ويقال: عمرو بن خويلد. 16079- وعن سعيد المقبري قال: قال أبو شريح: من رآني ألاحي ختناً لي، أفرشني كريمته، وأفرشته كريمتي، فأنا يومئذ مجنون، فاكووا رأسي. ومن رأى لأبي شريح جدياً أو لبناً يباع فهو نهب. ومن رآني أحاد جاراً في لبنة فأنا مجنون فاكووا رأسي. قال: فاختبره جار له - يقال له: عرفجة - فأخذ من داره عشرة أذرع فقالوا له: يا أبا شريح إنه أخذ من دارك عشرة أذرع، قال: هو أعلم، فرده عليه جاره بعد ورجع إلى حقه. رواه الطبراني وإسناده حسن. 16080- وعن يحيى بن بكير قال: توفي أبو شريح واسمه خويلد سنة ثمان وستين بالمدينة واختلف في وفاته. رواه الطبراني وإسناده منقطع. 16081- وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات أبو شريح الخزاعي كعب بن عمرو سنة ثمان وخمسين. رواه الطبراني وإسناده منقطع. 16082- قال الطبراني: هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذبيان بن هميم بن كاهل بن ذهل بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة أبو بردة البلوي حليف بني حارثة بن الخزرج، عقبي بدري. 16083- عن محمد بن إسحاق قال: عاصم بن عدي بن الجد بن عجلان بن ضبيعة وهو من بلي، حليف لبني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف [بن عمرو بن عوف] بن مالك بن الأوس، خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم [إلى بدر وضرب له بسهمه] مع أصحاب بدر. ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه على العالية. ويقال: عاش خمس عشرة ومائة سنة. رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات. 16084- عن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني مازن بن النجار: قيس بن أبي صعصعة، واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار. رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات. 16085- وقال الطبراني: قيس بن صعصعة الأنصاري عقبي بدري. 16086- عن هانئ أبي مالك أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن، فدعاه إلى الإسلام فأسلم فمسح على رأسه ودعا له بالبركة وأنزله على يزيد بن أبي سفيان، فلما جهز أبو بكر الجيش إلى الشام خرج معهم ولم يرجع. رواه الطبراني وفيه خالد بن يزيد بن أبي مالك وهو ضعيف جداً وقد وثق، وبقية رجاله ثقات إلا أن العلائي قال: الظاهر أن [يزيد بن] عبد الرحمن لم يسمع من جده أبي مالك. 16087- عن أبي عقيل الديلي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فآمنت به وصدقت، وسقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم شربة سويق، شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولها وشربت آخرها، فما زلت أجد بلتها على فؤداي إذا ظمئت وبردها إذا أضحيت. رواه الطبراني ورجاله لم أعرفهم. 16088- عن أبي مريم قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم فدفع اللواء إلي ورميت بين يديه بالجندل فأعجبه ودعا لي. رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. 16089- عن أبي خيرة قال: كانت لي إبل أحمل عليها، فأتيت المدينة وشهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر - أو قال: حنيناً - وكنا نحمل له الماء على إبلنا، وكانت لي بالمدينة تجارة، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة ودعا لولدي. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. 16090- عن أبي نخيلة - رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - أنه رمي بسهم، فقيل له: انزعه، فقال: اللهم انقص من الوجع ولا تنقص من الأجر، فقيل له: ادع، فقال: اللهم اجعلني من المقربين واجعل أمي من الحور العين. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 16091- عن بشير قال: كنت أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بيدي فقال لي: "يا ابن الخصاصية ما أصحبتَ تنقم على الله تبارك وتعالى؟ أصحبتَ تماشي رسوله - أحسبه قال: - آخذاً بيده". قال: قلت: ما أصبحت أنقم على الله شيئاً، قد أعطاني الله تبارك وتعالى كل خير. قلت: فذكر الحديث. رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال: كل خير صنع الله لي. ورجال أحمد رجال الصحيح غير خالد بن سمير وهو ثقة. 16092- عن أبي عطية البكري بكر بن وائل قال: انطلق بي أهلي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام شاب فمسح على رأسي. قال: فرأيت أبا عطية أسود الرأس واللحية، وكانت قد أتت عليه مائة سنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عقبة السدوسي وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات. 16093- عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر إلى رجل تسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان. رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم. 16094- عن أبي جمعة جنبذ بن سبع قال: قاتلت مع النبي صلى الله عليه وسلم أول النهار كافراً، وقاتلت معه آخر النهار مسلماً، وكنا ثلاثة رجال وسبع نسوة، وفينا نزلت: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. 16095- عن بريدة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكان كلما بقي شيء حمله علي، وسماني الزاملة. رواه البزار وإسناده حسن. 16096- عن أبي الفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا ماعزاً". رواه البزار وفيه الوليد بن عبد الله بن أبي ثور ضعفه جماعة وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. 16097- عن حمزة بن عبد الله بن عتبة قال: سألت أبي - عبد الله بن عتبة بن مسعود - : أي شيء تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أذكر أنه أخذني وأنا خماسي أو سداسي فأجلسني في حجره، وغسل رأسي بيده، ودعا لي ولذريتي من بعدي. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال فيه: ومسح رأسي، بدل: غسل. وفيه من لم أعرفهم. 16098- عن عبد الله بن هلال الأنصاري قال: ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ادع الله له، فما أنسى وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي حتى وجدت بردها، فدعا لي وبارك علي فرأيته أبيض الرأس واللحية، ما يستطيع أن يفرق رأسه من كبره، وكان يصوم النهار ويقوم الليل. رواه الطبراني وإسناده حسن. 16099- عن عبد الملك بن عمير قال: كان غلام بالمدينة يكنى أبا مصعب، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه سنبل، ففرك سنبلة ثم نفخها ثم دفعها إليه فأكلها، وكانت الأنصار تعير من يأكل فريكة السنبل، فلما دفعها النبي صلى الله عليه وسلم إليه لم يردها عليه. قال أبو مصعب: ثم قمت من عنده غير بعيد، ثم رجعت إليه فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني معك في الجنة، قال: "من علمك هذا؟". قلت: لا أحد، قال: "أفعل". فلما وليت دعاني قال: "أعني على نفسك بكثرة السجود". فأتيت أمي فسألتني فقلت: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بسنبل ففرك منه سنبلة بيديه المباركتين ثم نفخه بريقه المبارك ثم دفعها إلي فكرهت أن أرده فقالت: أحسنت، ثم أتيته فدعا لي. رواه البزار، وأوله يشبه أن يكون مرسلاً في أثناء الحديث، قال: قال أبو مصعب، فالظاهر أنه سمعه منه والله أعلم. ورجاله رجال الصحيح غير طالوت بن عبادة وهو ثقة. 16100- عن أبي بكرة قال: لما كان يوم الطائف تدليت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببكرة فقال: "أنت أبو بكرة". رواه البزار وفيه أبو المنهال البكراوي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. 16101- عن حميد بن عبد الرحمن الحميري أن رجلاً كان يقال له: حممة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصبهان غازياً في خلافة عمر فقال: اللهم إن حممة يزعم أنه يحب لقاءك، فإن كان حممة صادقاً فاعزم له بصدقه، وإن كان كارهاً فأعزم له وإن كره، اللهم لا يرجع حممة من سفره هذا، فأخذه الموت - قال عفان مرة: البطن - فمات بأصبهان. قال: فقام أبو موسى فقال: يا أيها الناس والله ما سمعنا فيما سمعنا من نبيكم صلى الله عليه وسلم، وما بلغ علمنا إلا أن حممة شهيد. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير داود بن عبد الله الأودي وهو ثقة وفيه خلاف. 16102- عن عوف بن القعقاع قال: وفد أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه غليم وأمر لكل رجل ببردين وأمر لي ببرد، فلما انصرفنا باع رجل منهم أحد برديه - يعني فاشتريته - فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم في بردين، فنظر إلي وقال: "من أين لك هذه؟". قلت: اشتريتها من فلان، قال: "أنت كنت أحق منه إذ ضيع ما أعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ". رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. 16103- عن عبد الرحمن بن عائذ قال: قال لقيط بن أرطاة السكوني: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ورجلاي معوجتان لا تمسان الأرض، فدعا لي، فمشيت على الأرض. رواه الطبراني من طريق نصر بن خزيمة بن جنادة عن أبيه ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. 16104- عن رجل من بني قشير يقال له: قرة بن هبيرة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه كان لنا أرباب وربات نعبدهن من دون الله عز وجل، فدعوناهن فلم يجبن، وسألناهن فلم يعطين، فجئناك فهدانا الله بك، فنحن نعبد الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أفلح من رزق لباً". فقال: يا رسول الله ألبسني ثوبين من ثيابك قد لبستهما. فكساه، فلما كان بالموقف من عرفات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعد علي مقالتك". فأعاد عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أفلح من رزق لباً". رواه الطبراني وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات. 16105- عن خوات بن جبير قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران، قال: فخرجت من خبائي فإذا نسوة يتحدثن، فأعجبني فرجعت فاستخرجت عيبتي فاستخرجت منها حلة فلبستها وجئت فجلست معهن، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أبا عبد الله". فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبته واختلطت قلت: يا رسول الله جمل لي شرد وأنا أبتغي له قيداً، فمضى واتبعته، فألقى إلي رداءه ودخل الأراك كأني أنظر إلى بياض متنه في خضرة الأراك، فقضى حاجته وتوضأ وأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره فقال: "أبا عبد الله، ما فعل شراد جملك؟". ثم ارتحلنا، فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال: "السلام عليك أبا عبد الله، ما فعل شراد ذلك الجمل؟". فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة واجتنبت المسجد ومجالسة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد فخرجت إلى المسجد وقمت أصلي، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجاء فصلى ركعتين خفيفتين، وطولت رجاء أن يذهب ويدعني، فقال: "طول أبا عبد الله ما شئت أن تطول فلست قائماً حتى تنصرف". فقلت في نفسي: والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبرئن صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرفت قال: "السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد جملك؟". فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت، فقال: "رحمك الله" - ثلاثاً - ثم لم يعد لشيء مما كان. رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير الجراح بن مخلد وهو ثقة. 16106- عن الحارث بن عمرو السهمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو على ناقته العضباء - وكان الحارث رجلاً جسيماً - فنزل إليه فدنا منه حتى حاذى وجهه بركبة النبي صلى الله عليه وسلم فأهوى نبي الله صلى الله عليه وسلم فمسح وجه الحارث، فما زالت نضرة على وجه الحارث حتى هلك. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 16107- عن التلب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [يا رسول الله استغفر لي] فقال: "إذا أذن - أو حتى يؤذن لك - ". قال: فغير ما شاء الله، ثم دعاه فمسح يده على وجهه وقال: "اللهم اغفر للتلب وارحمه" - ثلاثاً - . رواه الطبراني، وملقام بن التلب روى عنه اثنان، وبقية رجاله وثقوا. 16108- عن أبي الدرداء أن رجلاً - يقال له: حرملة - أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله الإيمان ههنا - وأشار إلى لسانه - والنفاق ههنا - وأشار إلى قلبه - ولا أذكر الله إلا قليلاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل له لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وارزقه حتى يحب من يحبني، وصيّر أمره إلى خير". رواه الطبراني وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات. 16109- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان سعد بن عبيد يسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم القارئ. رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح. قلت: ويأتي حديث في فضله في فضل الأنصار فيمن جمع القرآن. 16110- عن عامر بن لقيط العامري قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبشره بإسلام قومي وطاعتهم وافداً إليه، فلما أخبرته الخبر قال: "أنت الوافد الميمون بارك الله فيك". قال: ومسح ناصيتي ثم صافحني وصبحه قومي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبى الله لبني عامر إلا خيراً، أما والله لولا أن جد قريش نازع لها لكانت الخلافة لبني عامر بن صعصعة ولكن جد قريش زاحم لها". فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت قال: "هل أطعمتم ضيفكم شيئاً؟". قالت عائشة: وضعنا بين يديه شيئاً من تمر ولم يكن عندنا غيره، قال: وراحت الغنم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بشاة فذبحت فتكرهت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما لك ذبحناها لأنفسنا، إن غنمنا إذا زادت على المائة شاة ذبحناها لأنفسنا". رواه الطبراني وفيه يعلى بن الأشدق وهو كذاب. 16111- عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: حاتم طي بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم. رواه الطبراني. 16112- وعن الشعبي قال: قدم عدي بن حاتم الطائي الكوفة فأتيته في أناس من أهل الكوفة، فقلنا له: حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة ولا أعلم أحداً من العرب كان أَشد له بغضاً ولا أشد كراهية له مني، حتى خرجت فلحقت بالروم فتنصرت فيهم، فلما بلغني ما يدعو إليه من الأخلاق الحسنة وما قد اجتمع إليه من الناس ارتحلت حتى أتيته، فوقفت عنده، وعنده صهيب وبلال وسلمان، فقال: "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم". فقلت: أخ أخ فأنخت، فجلست وألزقت ركبتي بركبته، فقلت: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: "تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تفتح خزائن كسرى وقيصر، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تأتي الظعينة من الحيرة". - ولم يكن يومئذ كوفة - "حتى تطوف بهذه الكعبة بغير خفير، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تحمل جراب المال فتطوف به فلا تجد أحداً يقبله فتضرب به الأرض فتقول ليتك لم تكن ليتك كنت تراباً". قلت: في الصحيح طرف منه يسير. رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك. 16113- وعن هارون بن عبد الله الحمال قال: عدي بن حاتم الطائي يكنى أبا طريف، توفي بالكوفة زمن المختار سنة ثمان وستين. رواه الطبراني. 16114- عن حسان - مولى مالك بن عبد الله الخثعمي - وكان مالك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت مالك بن عبد الله يتوضأ وكان في ساقه عرق مكتوب لله فجعلت أنظر إليه فقال: أي شيء تنظر؟ أما إنه لم يكتبه كاتب. رواه الطبراني، وحسان وأبو سلمة الراوي عنه لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. 16115- عن الحسن قال: حدثني قيس بن عاصم المنقري قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني سمعته يقول: "هذا سيد أهل الوبر". رواه الطبراني والبزار، وفي إسناد الطبراني زياد بن أبي زياد الجصاص وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وضعفه الجمهور. وإسناد البزار فيه القاسم بن مطيب وهو متروك. 16116- وعن قيس بن عاصم أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر، فاغتسل فأقيمت الصلاة، فدخل بين أبي بكر وعمر فقام بينهما، فلما قضى الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد سألني قيس بن عاصم عن ثلاث كلمات ما سألني عنهن غير أبي بكر". قلت: اغتساله رواه أبو داود وغيره. رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف. 16117- عن الواقدي قال: عياض بن تميم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن ضبة بن الحارث. أسلم عياض قديماً قبل الحديبية، وشهد الحديبية، وكان بالشام مع أبي عبيدة بن الجراح، فلما حضرت أبا عبيدة الوفاة ولى أبو عبيدة عياض بن تميم عمله الذي كان عليه، فأقره عمر بن الخطاب رضي الله عنه عليه حتى مات. وكان عياض رجلاً صالحاً سمحاً، مات يوم مات وما له مال، ولا عليه دين لأحد، توفي بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين. رواه الطبراني وإسناده إلى الواقدي حسن. 16118- وعن الزهري قال: توفي أبو عبيدة بن الجراح واستخلف ابن عمه عياض بن غثم الفهري. رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح. 16119- عن عبد الله بن بسر قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي فقال: "يعيش هذا الغلام قرناً". فعاش مائة سنة. وكان في وجهه ثؤلول فقال: "لا يموت حتى يذهب الثؤلول من وجهه". فلم يمت حتى ذهب الثؤلول من وجهه. رواه الطبراني والبزار باختصار الثؤلول إلا أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليدركن قرناً". ورجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح غير الحسن بن أيوب الحضرمي وهو ثقة. 16120- وعن الحسن بن أيوب الحضرمي قال: أراني عبد الله بن بسر شامة في قرنه، وقال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها وقال: "ليدركن قرناً". وكان عبد الله يرجل رأسه. رواه الطبراني وأحمد بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحسن بن أيوب وهو ثقة، ورجال الطبراني ثقات. 16121- وعن عبد الله بن بسر قال: لما بعثتني أمي بقطف تناولت منه قبل أن أبلغه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جئت به مسح رأسي وقال: "أيا غدر". رواه الطبراني وفيه عبد الله بن بسر الحيراني وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. 16122- عن عمرو بن حريث قال: ذهبت أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأسي ودعا لي بالرزق. رواه أبو يعلى. 16123- وفي رواية عنده أيضاً: ذهبت بي أمي أو أبي. ورواهما الطبراني بأسانيد، ورجال أبي يعلى وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح. 16124- وعن عمرو بن حريث قال: كنت في بطن المرأة يوم بدر. رواه الطبراني وإسناده جيد. 16125- وعن أبي نعيم قال: مات عمرو بن حريث في سنة خمس وثمانين. 16126- قال أبو موسى: وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ولعمرو بن حريث اثنتا عشرة سنة. قال: ويكنى عمرو بن حريث أبا سعيد. رواه الطبراني ورجاله إلى أبي نعيم ثقات. 16127- عن عمرو بن ثعلبة الجهني قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسالة فأسلمت فمسح رأسي. قال: فأتت على عمرو مائة سنة، وما شاب موضع يد النبي صلى الله عليه وسلم من رأسه. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. 16128- عن عمرو بن الحمق قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سربه، فقالوا: يا رسول الله إنك تبعثنا ولا لنا زاد ولا لنا طعام ولا علم لنا بالطريق! فقال: "إنكم ستمرون برجل صبيح الوجه يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب، ويدلكم على الطريق، وهو من أهل الجنة". فلما نزل القوم علي جمل يشير بعضهم إلى بعض، وينظرون إلي فقلت: يشير بعضكم إلى بعض وتنظرون إلي! قالوا: أبشر ببشرى من الله ورسوله فإنا نعرف فيك نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخبروني بما قال لهم، فأطعمتهم وسقيتهم وزودتهم وخرجت معهم حتى دللتهم على الطريق، ثم رجعت إلى أهلي وأوصيتهم بإبلي، ثم خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما الذي تدعو إليه؟ فقال: "أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان". فقلت: إذا أجبناك إلى هذا فنحن آمنون على أهلنا ودمائنا وأموالنا؟ قال: "نعم". فأسلمت ثم رجعت إلى أهلي فأعلمتهم بإسلامي، فأسلم على يدي بشر كثير منهم، ثم هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا عنده ذات يوم، فقال لي: "يا عمرو هل لك أن أريك آية الجنة، يأكل الطعام وتشرب الشراب ويمشي في الأسواق؟". قلت: بلى بأبي أنت، قال: "هذا وقومه". وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال لي: "يا عمرو هل لك أن أريك آية النار، يأكل الطعام ويشرب الشراب وتمشي في الأسواق؟". قلت: بلى بأبي أنت، قال: "هذا وقومه آية النار". وأشار إلى رجل. فلما وقعت الفتنة ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففررت من آية النار إلى آية الجنة، ويرى بني أمية قاتلي بعد هذا؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: والله إن كنت في حجر في جوف حجر لاستخرجني بنو أمية حتى يقتلوني. حدثني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رأسي أول رأس يحتز في الإسلام وينقل من بلد إلى بلد. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عبد الملك المسعودي وهو ضعيف. 16129- وعن عمرو بن الحمق الخزاعي أنه سقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم متعه بشبابه". فمرت به ثمانون لم نر له شعرة بيضاء. رواه الطبراني وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك. 16130- عن فيروز أنهم أسلموا وكان فيمن أسلم، فبعثوا وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعتهم وإسلامهم، فقبل ذلك منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله نحن من قد عرفت وجئنا من حيث علمت، وأسلمنا فمن ولينا؟ قال: "الله ورسوله". قالوا: حسبنا رضينا. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن فيروز وهو ثقة. 16131- عن معاوية بن قرة المزني عن أبيه قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي. 16132- وفي رواية: سمعت أبي وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه واستغفر له. 16133- وفي رواية: قلنا: أصحبه؟ قال: لا، ولكنه قد كان على عهده قد حلب وصر. رواه كله أحمد بأسانيد، والبزار بنحوه وأحد أسانيد أحمد والبزار رجاله رجال الصحيح غير معاوية بن قرة وهو ثقة. 16134- عن زيادة عن جده مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه مطاعاً وقال له: "يا مطاع أنت مطاع في قومك". وحمله على فرس أبلق وأعطاه الراية وقال له: "يا مطاع امض إلى أصحابك فمن دخل تحت رايتي هذه فقد أمن من العذاب". رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفي إسناده من لم أعرفهم. 16135- عن أبي السوار عن خاله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه، قال: فاتبعته معهم، قال: ففجئني القوم يسعون قال: وأبقي القوم، قال: فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك أو شيء كان معه. قال: فوالله ما أوجعني. قال: فبت بليله أو قال: قلت: ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في. قال: وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت. قال: ونزل جبريل عليه السلام، قال: إنك راع فلا تكسر قرن رعيتك. فلما صلينا الغداة - أو قال: أصبحنا - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إن ناساً يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني. اللهم فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجراً". - أو قال: - "مغفرة ورحمة" - أو كما قال. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 16136- عن طارق بن شهاب قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغزوت في خلافة أبي بكر وعمر بضعاً وأربعين - أو بضعاً وثلاثين - من بين غزوة وسرية. 16137- وفي رواية: ثلاثاً وثلاثين - أو ثلاثاً وأربعين - من غزوة إلى سرية. رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. 16138- عن محمود بن لبيد أنه عقل النبي صلى الله عليه وسلم وعقل مجة مجها النبي صلى الله عليه وسلم في دلو كان في دارهم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 16139- عن علي بن شيبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له فقال: "اللهم بارك في علي بن شيبان وبارك على علي". رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم. 16140- عن حنظلة بن حذيم قال: وفدت مع جدي حذيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي بنين ذوي لحى وغيرهم، وهذا أصغرهم، فأدناني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسي، وقال: "بارك الله فيك". قال الذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالرجل الوارم وجهه أو الشاة الوارم ضرعها فيقول: بسم الله على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيمسحه فيذهب الورم. رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، وأحمد في حديث طويل في الوصايا في الحيف ورجال أحمد ثقات. 16141- عن الهرماس بن زياد قال: وفد أبي وأنا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ادع الله لي ولابني، قال: فمسح رأسي، وبايعه على الإسلام. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم. 16142- عن خريم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم الفتى خريم". قلت: فذكر الحديث. رواه الطبراني في الثلاثة وفيه جماعة لم أعرفهم. وقد تقدم بطوله في اللباس في الإزار. 16143- عن عبد الله بن السائب قال: كنت شريكاً للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدمت المدينة قلت: أتعرفني؟ قال: "كنت شريكاً لي، فنعم الشريك أنت، كنت لا تماري ولا تداري". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير منصور بن أبي الأسود، وهو ثقة. 16144- وعن عبد الله بن السائب قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فقلت: يا رسول الله أتعرفني؟ قال: "نعم، ألم تكن شريكاً لي فوجدتك خير شريك، لا تداري ولا تماري". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 16145- عن عطاء مولى السائب بن يزيد قال: رأيت مولاي السائب بن يزيد لحيته بيضاء ورأسه أسود، فقلت: يا مولاي ما لرأسك لا يبيض؟ قال: لا يبيض رأسي أبداً، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مضى وأنا غلام ألعب مع الغلمان، فسلم وأنا فيهم فرددت عليه السلام من بين الغلمان، فدعاني فقال لي: "ما اسمك؟". فقلت: السائب بن يزيد ابن أخت النمر، فوضع يده على رأسي وقال: "بارك الله فيك". فلا يبيض موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبداً. رواه الطبراني في الثلاثة إلا أنه قال في الكبير: كان وسط رأس السائب أسود وبقيته أبيض فقلت له: يا سيدي والله ما رأيت مثل رأسك هذا قط! هذا أسود وهذا أبيض! قال: أفلا أخبرك يا بني؟ قلت: بلى، قال: إني كنت مع صبيان نلعب فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعرضت له فسلمت عليه فقال: "وعليك، من أنت؟". قلت: أنا السائب بن يزيد أخو النمر بن قاسط، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "بارك الله فيك". قال: فلا والله لا يبيض أبداً، ولا يزال هكذا أبداً. ورجال الكبير رجال الصحيح غير عطاء مولى السائب وهو ثقة، ورجال الصغير والأوسط ثقات. 16146- عن أمية بنت أبي الشعثاء وقطبة مولاتها: أنهما رأتا مدلوكاً أبا سفيان، فسمعتاه يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع مولاي فأسلمت. قالت أمية: فرأيت ما مسح النبي صلى الله عليه وسلم أسود، وقد ابيض ما سوى ذلك. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. 16147- عن ابن عمر قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء حرملة بن زيد فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله الإيمان ههنا، وأشار إلى لسانه، والنفاق ههنا، وأشار إلى صدره، ولا يذكر الله إلا قليلاً، فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فردد ذلك عليه حرملة، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بطرف لسان حرملة فقال: "اللهم اجعل له لساناً صادقاً، وقلباً شاكراً، وارزقه حبي وحب من يحبني، وصيّر أمره إلى الخير". فقال حرملة: يا رسول الله إن لي إخواناً منافقين كنت فيهم رأساً ألا أدلك عليهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومن أصر على ذنبه فالله أولى به، ولا نخرق على أحد ستراً". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 16148- عن عبد الله بن الصامت قال: صلى الحكم بن عمرو الغفاري بالناس في سفر وبين يديه سترة، فمرت حمير بين يدي أصحابه، فأعاد بهم الصلاة، فقالوا: أراد أن يصنع كما صنع الوليد [بن عقبة] إذ صلى بأصحابه الصلاة أربعاً. قال: ثم قال: أزيدكم، فلحقت الحكم فذكرت ذلك له، فوقف حتى تلاحق القوم، فقال: إني أعدت بكم الصلاة من أجل الحمير التي مرت بين أيديكم، فضربتموني مثلاً لابن أبي معيط، وإني أسأل الله أن يحسن سيرتكم، ويحسن بلاغكم وأن ينصركم على عدوكم، وأن يفرق بيني وبينكم، فمضوا، فلم يروا في وجههم ذلك إلا ما يسرون به، فلما أن فرغوا مات. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 16149- عن نوفل الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع رقبة لأم سلمة إليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنت ظئري". فمكث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ثم قال: "ما فعلت الجارية - أو الجويرية - ؟". قلت: صالحة عند أمها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير خلاد بن أسلم وهو ثقة. 16150- عن شداد أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجود بنفسه فقال: "ما لك يا شداد؟". قال: ضاقت بي الدنيا. قال: "ليس عليك [إن] الشام تفتح ويفتح بيت المقدس، فتكون أنت وولدك أئمة فيهم". رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. 16151- عن أبي راشد الحبراني قال: قال معاوية لعبد الرحمن بن شبل إنك من قدماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقهائهم، فإذا صليت ودخلت فسطاطي فقم في الناس فحدثهم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل تقدم في مواضعه ورجاله ثقات. 16152- عن أنس بن مالك قال: لما قدم أهل البحرين وقدم الجارود وافداً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح به فقربه وأدناه. رواه الطبراني وفيه زربي بن عبد الله وهو ضعيف. 16153- عن حمزة بن عمرو قال: أسربنا ونحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء دحمسة، فأضأت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم، وما سقط من متاعهم، وإن أصابعي لتنير. رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي كثير بن زيد خلاف. 16154- عن صلة بن أشيم قال: أصيب أبو رفاعة وأنا في غزاة فرأيت كأن أبا رفاعة على ناقة سريعة وأنا على جمل قطوف وأنا على أثره فيعرجها حتى أقول الآن أسمعه الصوت ثم يسرحها فتنطلق وأتبعه فأولت رؤياي أنه طريق أبي رفاعة آخذه وأنا أكد العمل بعده. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 16155- عن أبيض بن حمال أنه كان بوجهه حزازة - يعني القوباء - فالتقمت أنفه فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على وجهه فلم يمس ذلك اليوم وفيه أثر. رواه الطبراني ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان. 16156- عن عائذ بن عمرو قال: أصابتني رمية وأنا أقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر في وجهي، فلما سالت الدماء على وجهي وصدري تناول صلى الله عليه وسلم بيدي، فسلت الدم عن وجهي وصدري إلى ثندوتي ثم دعا لي. قال حشرج: فكان عائذ يخبرنا بذلك في حياته، فلما هلك وغسلناه، نظرنا إلى ما كان يصل لنا من [أمر] أثر يد رسول الله صلى الله عليه وسلم التي مسها ما كان يقول لنا من صدره، فإذا غرة سائله كغرة الفرس. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. 16157- عن عائذ بن سعيد الجسري قال: وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله بأبي أنت امسح وجهي وادع لي بالبركة، فمسح وجهي ودعا لي بالبركة، فقالت أم البنين - وهي امرأته - : ما رأيته منتبهاً من نوم قط إلا كان على وجهه مدهن، وإن كان ليجتزئ بالتمرات. رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري ضعفه الجمهور وقد وثق، وفيه من لم أعرفهم. 16158- عن رباح بن الربيع بن مرقع بن صيفي قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد أعطي كل ثلاثة منا بعيراً، يركبه اثنان ويسوقه واحد في الصحارى ونقود في الحيال فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أمشي فقال لي: "أراك يا رباح ماشياً". فقلت: إنما نزلت الساعة وهذان صاحباي وقد ركبا فمررت بصاحبي فأناخا بعيرهما ونزلا عنه، فلما انتهيت قالا: اركب صدر هذا البعير، فلا تزال عليه حتى ترجع، ونعتقب أنا وصاحبي، قلت: ولم؟ قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكما رفيقاً صالحاً فأحسنا صحبته". رواه الطبراني وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف جداً وقيل فيه: صدوق، وبقية رجاله ثقات. 16159- عن الوليد بن قيس قال: كان بي برص فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأت منه. رواه الطبراني وفيه عبد الملك بن حسين وهو ضعيف. 16160- عن يحيى بن سعيد الأنصاري أن أبا بكر رضي الله عنه لما بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام خرج يمشي معه، فقال له يزيد: إما أن تركب وإما أن أنزل؟ قال: ما أنا براكب ولا أنت بنازل إني أحتسب خطاي. رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله إلى يحيى ثقات. 16161- وعن يحيى بن بكير قال: توفي يزيد بن أبي سفيان بالشام سنة ثماني عشرة، وكان استخلف معاوية فأقره عمر. رواه الطبراني. 16162- عن ياسر بن سويد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه في خيل أو سرية وامرأته حامل فولدت له مولوداً، فحملته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله قد ولد هذا المولود وأبوه في الخيل فسمه، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فأمرّ يده عليه وقال: "اللهم كثر رجالهم وأقل أياماهم ولا تحوجهم ولا تر أحداثهم خصاصة". فقال: "سمه مسرعاً فقد أسرع في الإسلام فهو مسرع بن ياسر". رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. 16163- عن حسان بن شداد أن أمه وفدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني وفدت إليك لتدعو لابني هذا أن يجعل الله فيه بركة وأن يجعله طيباً كثيراً، فتوضأ من فضل وضوئه، فمسح وجهه وقال: "اللهم بارك لها فيه واجعله كثيراً طيباً". رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. 16164-عن إسحاق أبي الحارث قال: رأيت حشرج رجلاً أخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره ومسح رأسه ودعا له. رواه الطبراني، وإسحاق بن الحارث أبو الحرث قيل فيه: إنه مجهول، وبقية رجاله ثقات. 16165- عن سعيد - يعني ابن تميم - قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "أين بنوك؟". قلت: ها هم أولاء. قال: "فائتني بهم". قال: فأتيت أهلي فألبستهم قمصاً بيضاء ثم أتيته بهم، فقال: "اللهم إني أعيذهم بك من الكفر والضلالة والفقر الذي يصيب بني آدم". رواه الطبراني وإسناده حسن. 16166- عن مصعب بن سعد قال: قال عثمان: أي الناس أفصح؟ قالوا: سعيد بن العاص. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 16167- عن أبي هريرة أن ثمامة بن أثال أسلم، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينطلق إلى حائط أبي طلحة فيغتسل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد حسن إسلام صاحبكم". قلت: هو في الصحيح غير قوله: "قد حسن إسلام صاحبكم". رواه أحمد وفيه عبد الله العمري وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح. 16168- عن مسلم بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب له كتاباً بالوصاة إلى من بعده من ولاة الأمر. رواه أحمد ورجاله ثقات. 16169- عن عمر بن الخطاب قال: من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود. رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات. 16170- عن محمد بن حاطب قال: ولدت في أرض الحبشة. رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف، وله طريق في الهجرة إلى الحبشة. 16171- وعن محمد بن حاطب قال: لما قدمت بي أمي من أرض الحبشة حين مات أبي حاطب فجاءت أمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أصاب إحدى يدي حريق من نار، فقالت: يا رسول الله هذا محمد بن حاطب ابن أخيك، وقد أصابه هذا الحرق من النار، قال محمد بن حاطب: فلا أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أدري أنفث أم مسح على رأسي، ودعا لي بالبركة وفي ذريتي. رواه الطبراني، والحارث بن محمد بن حاطب لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. 16172- قال محمد بن سلام - يعني البيكندي - : إنما نعد الشرف ما كان قبيل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، واتصل في الإسلام فبيت اليمن الذي في الصفة عند العز في كندة الأشعث بن قيس وفارسها من زبيد عمرو بن معدي كرب وشاعرها امرئ القيس من كندة لا يختلف في هذا. قلت: ما أدري معناه. 16173- وعن أبي إسحاق قال: كان لي على رجل من كندة دين، وكنت أختلف إليه بالأسحار، فأدركتني صلاة الفجر في مسجد الأشعث بن قيس، فصليت فلما سلم الإمام وضع قدام كل إنسان حلة ونعلاً وخمس مائة درهم، قلت: إني لست من أهل المسجد [قال: وإن كنت لست من أهل المسجد]! فقلت: ما هذا؟ قالوا: قدم الأشعث بن قيس من مكة. رواه الطبراني وفيه أبو إسرائيل الملائي وقد اختلف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح. 16174- وعن قيس بن أبي حازم قال: لما قدم بالأشعث بن قيس أشير على أبي بكر الصديق أطلق وثاقه وزوجه أخته فاخترط سيفه ودخل سوق الإبل فجعل لا يرى جملاً ولا ناقة إلا عرقبه، وصاح الناس كفر الأشعث، فلما فرغ طرح سيفه وقال: إني والله ما كفرت ولكن زوجني هذا الرجل أخته، ولو كنا في بلادنا كانت لنا وليمة غير هذه، يا أهل المدينة انحروا وكلوا، ويا أهل الإبل تعالوا خذوا شراءها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد المؤمن بن علي وهو ثقة. 16175- عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين". رواه البزار متصلاً ومرسلاً وزاد في المرسل: كان بين أخي ورقة وبين رجل كلام، فوقع الرجل في ورقة ليغضبه. والباقي بنحوه، ورجال المسند والمرسل رجال الصحيح. 16176- وعن أسماء بنت أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل فقال: "يبعث يوم القيامة أمة وحده". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 16177- عن جابر بن عبد الله قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه أبي طالب: هل تنفعه نبوتك؟ قال: "نعم، أخرجته من غمرات جهنم إلى ضحضاح منها". وسئل عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن فقال: "أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب". وسئل عن ورقة بن نوفل فقال: "أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس". وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: "يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى عليه السلام". رواه أبو يعلى وفيه مجالد، وهذا مما مدح من حديث مجالد، وبقية رجاله رجال الصحيح. 16178- عن جابر قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل فقلنا: يا رسول الله إنه كان يستقبل القبلة ويقول: ديني دين إبراهيم وإلهي إله إبراهيم، وكان يصلي ويسجد؟ قال: "ذاك أمة وحده، يحشر بيني وبين يدي عيسى بن مريم". وسئل عن ورقة بن نوفل، وقيل: يا رسول الله إنه كان يستقبل القبلة ويقول: إلهي إله زيد، وديني دين زيد، وكان يتوجه ويقول: رشدت فأنعمت ابن عمرو فإنما * عنيت تنوراً من النار حاميا بدينك ديناً ليس دين كمثله * وتركك حنان الجبال كما هيا قال: "رأيته يمشي في بطنان الجنة عليه حلة من سندس". وسئل عن خديجة رضي الله عنها فقال: "رأيتها على نهر من أنهار الجنة من قصب، لا تعب فيه ولا نصب". رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مجالد وقد وثق، وهذا من جيد حديثه وضعفه الجمهور. 16179- عن سعيد بن زيد قال: خرج ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو يطلبان الدين حتى مرا بالشام، فأما ورقة فتنصر، وأما زيد فقيل له: إن الذي تطلب أمامك، فانطلق حتى أتى الموصل، فإذا هو براهب فقال: من أين أقبل صاحب الراحلة؟ قال: من بيت إبراهيم، قال: ما تطلب؟ قال: الدين، فعرض عليه النصرانية فأبى أن يقبل، وقال: لا حاجة لي فيها. قال: أما إن الذي تطلب سيظهر بأرضك، فانطلق وهو يقول: لبيك حقاً حقا، تعبداً ورقا، البر أبغي لا الحال، وهل مهاجر كما قال، عذت بما عاذ به إبراهيم. [وهو قائم، وأنفي لك اللهم عان، راغم بهما تجشمني، فإني جاشم]. ثم ينحني فيسجد للكعبة. قال: فمر زيد بن عمرو بالنبي صلى الله عليه وسلم وزيد بن حارثة وهما يأكلان من سفرة فدعياه فقال: يا ابن أخي لا آكل ما ذبح على النصب، قال: فما رئي النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ما ذبح على النصب من يومه ذلك حتى بعث. قال: وجاء سعيد بن زيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن زيداً كان كما رأيت أو كما بلغك، فاستغفر له. قال: "نعم، فاستغفروا له فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده". رواه الطبراني والبزار باختصار عنه وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات. 16180- وعن سعيد بن زيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة هو وزيد بن حارثة، فمر بهما زيد بن عمرو بن نفيل، فدعواه إلى سفرة لهما فقال: يا ابن أخي إني لا آكل ما ذبح على النصب. قال: فما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يأكل شيئاً مما ذبح على النصب. قال: قلت: يا رسول الله إن أبي كان كما قد رأيت وبلغك، ولو أدركك آمن بك واتبعك فاستغفر له، قال: "نعم فاستغفروا له فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده". رواه أحمد وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات. 16181- وعن سعيد بن زيد قال: سألت أنا وعمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو فقال: "يأتي يوم القيامة أمة وحده". رواه أبو يعلى وإسناده حسن. 16182- وعن زيد بن حارثة قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً حاراً من أيام مكة، وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب وقد ذبحنا له شاة فأنضجناها. قال: فلقيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا زيد ما لي أرى قومك قد شنفوا لك؟". قال: والله يا محمد ذلك لغير نائلة لي منهم، ولكني خرجت أبتغي هذا الدين حتى أقدم على أحبار فدك، وجدتهم يعبدون الله ويشركون به. قال: قلت: ما هذا الدين الذي أبتغي، فخرجت حتى أقدم على أحبار الشام، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به، قلت: ما هذا الدين الذي أبتغي، فقال شيخ منهم: إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحداً يعبد الله به إلا شيخ بالحيرة. قال: فخرجت حتى أقدم عليه، فلما رآني قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل بيت الله من أهل الشوك والقرظ، فقال: إن الدين الذي تطلب قد ظهر ببلادك، قد بعث نبي قد ظهر نجمه، وجميع من رأيتهم في ضلال، فلم أحس بشيء بعد يا محمد. قال: وقرب إليه السفرة، فقال: ما هذا يا محمد؟ فقال: "شاة ذبحناها لنصب من الأنصاب". فقال: ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه. قال زيد بن حارثة: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البيت فطاف به وأنا معه، وبين الصفا والمروة، وكان عند الصفا والمروة صنمان من نحاس، أحدهما يقال له: يساف والآخر يقال له: نائلة، وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تمسحهما فإنهما رجس". فقلت في نفسي: لأمسنهما حتى أنظر ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم، فمسستهما فقال: "يا زيد ألم تُنه؟". ومات زيد بن عمرو، وأُنزل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه يبعث أمة وحده". رواه أبو يعلى والبزار والطبراني إلا أنه قال فيه: فأخبرته بالذي خرجت له فقال: كل من رأيت في ضلال، وإنك لتسأل عن دين الله وملائكته، وقد خرج في أرضك نبي أو هو خارج، فارجع فصدقه وآمن به. وقال أيضاً: فقال زيد: إني لا آكل شيئاً ذبح لغير الله. ورجال أبي يعلى والبزار وأحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث. 16183- وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: كان زيد بن عمرو بن نفيل في الجاهلية يقف عند الكعبة ويلزق ظهره إلى صفحتها ويقول: يا معشر قريش ما [أجد] على الأرض على دين إبراهيم غيري، وكان يفدي الموءودة أن تقتل وقال عمرو [بن زيد] بن نفيل: عزلت الجن والجنان عني * كذلك يفعل الجلد الصبور. رواه الطبراني وإسناده حسن.
|