الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **
15874- قال الطبراني: خالد بن الوليد يكنى: أبا سليمان، وهو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، وأمه لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً من سيوف الله. 15875- وعن وحشي بن حرب أن أبا بكر رضي الله عنه عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين". رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات. 15876- وعن عبد الملك بن عمير قال: استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد. قال: فقال خالد بن الوليد: بعث عليكم أمين هذه الأمة، سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول: "أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح". فقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خالد سيف من سيوف الله ونعم فتى العشيرة". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة. 15877- وعن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الجابية وهو يخطب، وإني أعتذر إليكم من عزل خالد بن الوليد، فإني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللسان فعزلته ووليت أبا عبيدة بن الجراح. قال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب، لقد نزعت عاملاً استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد قطعت الرحم وحسدت ابن العم. فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة حديث السن معصب في ابن عمك. رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات. 15878- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا خالد لا تؤذ رجلاً من أهل بدر، فلو أنفقت مثل أحد ذهباً لم تدرك عمله". فقال: يقعون فيّ فأرد عليهم! فقال: "لا تؤذوا خالداً فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار". رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار، والبزار بنحوه ورجال الطبراني ثقات. 15879- وعن قيس - يعني ابن حازم - قال: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا خالداً فإنه سيف من سيوف الله سله الله على الكفار". رواه أبو يعلى ولم يسم الصحابي ورجاله رجال الصحيح. 15880- وعن أنس بن مالك قال: نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مؤتة على المنبر قال: "ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15881- وعن عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نعى أهل مؤتة قال: "ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وهو إمام ثبت. 15882- وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال: اطلبوها، فلم يجدوها فقال: اطلبوها، فوجدوها فإذا هي قلنسوة خلقة، فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه، فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته، فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رزقت النصرة. رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح، وجعفر سمع من جماعة من الصحابة فلا أدري سمع من خالد أم لا. 15883- وعن عمرو بن العاص قال: ما عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم بي وبخالد بن الوليد أحداً منذ أسلمنا في حربه. رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات. 15884- وعن أبي السفر قال: نزل خالد بن الوليد الحيرة على أمير بني المرازبة فقالوا له: احذر السم لا تسقيكه الأعاجم، فقال: ائتوني به، فأتي به فأخذه بيده ثم اقتحمه وقال: بسم الله. فلم يضره شيئاً. رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح وهو متصل، ورجالهما ثقات إلا أن أبا السفر وأبا بردة بن أبي موسى لم يسمعا من خالد والله أعلم. 15885- وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال: قال خالد بن الوليد: ما ليلة تهدى إلى بيتي فيها عروس، أنا لها محب وأبشر فيها بغلام بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. 15886- وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال: قال خالد بن الوليد: لقد منعني كثيراً من القراءة الجهاد في سبيل الله. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. 15887- وعن أبي وائل قال: لما حضر خالد بن الوليد الوفاة قال: لقد طلبت القتل فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي أرجى من لا إله إلا الله، وأنا متترس بها. ثم قال: إذا أنا مت فانظروا سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله. رواه الطبراني وإسناده حسن. 15888- وعن يونس بن أبي إسحاق قال: دخلوا على خالد بن الوليد يعودونه فقال بعضهم: إنه لفي السباق، قال: نعم والله أستعين على ذلك. رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات. 15889- وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات خالد بن الوليد بحمص سنة إحدى وعشرين. رواه الطبراني. 15890- عن راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي قال: حدثني عمرو بن العاص من فيه إلى فيّ قال: لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالاً من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني، فقلت لهم: تعلمون والله إني لأرى أمر محمداً صلى الله عليه وسلم يعلو الأمور علواً [كبيراً] منكرا، وإني قد رأيت أمراً فما ترون فيه؟ قالوا: وما رأيت؟ قلت: رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده، فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي، فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا، فلن يأتينا منهم إلا خير. قالوا: إن هذا الرأي. قال: قلت لهم: فاجمعوا لي ما يهدى إليه، وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم، فجمعنا له أدماً كثيراً ثم خرجنا حتى قدمنا عليه، فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه فلما دخل إليه وخرج من عنده، قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية لو قد دخلت على النجاشي وسألته إياه فأعطانيه، فضربت عنقه، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال: مرحباً بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئاً؟ قال: قلت: نعم أيها الملك، ثم قلت: أيها الملك لقد أهديت لك أدماً كثيراً، ثم قدمته إليه، فأعجبه واشتهاه، ثم قلت: أيها الملك إني رأيت رجلاً خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا، فأعطنيه فأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا. قال: فغضب ومد يده وضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقاً منه. ثم قلت: أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألته. قال: تسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله؟ قال: قلت: أيها الملك أكذاك هو؟ قال: ويحك يا عمرو! أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده. قال: فتبايعني له على الإسلام؟ قال: نعم، فبسط يده وبايعه على الإسلام. ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كنت عليه، وكتمت أصحابي إسلامي، ثم خرجت عامداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيت خالد بن الوليد وكان قبيل الفتح، وهو مقبل من مكة، فقلت: [أين] يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام الميسم، وإن الرجل نبي، اذهب فأسلم، فحتى متى؟ قال: قلت: والله ما جئت إلا لأسلم، قال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع ثم دنوت فقلت: يا رسول الله إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها". قال: فبايعته ثم انصرفت. قال ابن إسحاق: وقد حدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة كان معهما أسلم حين أسلما. رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: حدثني عمرو بن العاص من فيه إلى أذني، ورجالهما ثقات. 15891- وعن علقمة بن رمثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص إلى البحرين، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وخرجنا معه، فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يرحم الله عمراً". فتذاكرنا كل من اسمه عمرو. فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يرحم الله عمراً". قال: ثم نعس الثالثة فاستيقظ فقال: "يرحم الله عمراً". فقلنا: يا رسول الله من عمرو هذا؟ قال: "عمرو بن العاص". قلنا: وما شأنه؟ قال: "كنت إذا نديت الناس إلى الصدقة جاء فأجزل منها فأقول: يا عمرو أنى لك هذا؟ قال: من عند الله، وصدق عمرو إن له عند الله خيراً كثيراً". قال زهير بن قيس: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قلت: لألزمن هذا الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن له عند الله خيراً كثيراً". رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: قال زهير: فلما كانت الفتنة قلت: أتبع هذا الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال. ورجال أحمد وأحد إسنادي الطبراني ثقات. 15892- وعن محمد بن إسحاق قال: كان إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة عند النجاشي، فقدموا المدينة في صفر سنة ثمان من الهجرة. قلت: إسلامهم في يوم واحد معروف، وأما إسلام خالد وعثمان بن طلحة عند النجاشي فلم أجده إلا عن ابن إسحاق من قوله والله أعلم. 15893- وعن رافع بن أبي رافع الطائي قال: لما كانت غزوة ذات السلاسل استعمل [رسول الله صلى الله عليه وسلم] عمرو بن العاص على جيش فيهم أبو بكر. قال الحديث. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 15894- وعن طلحة - يعني ابن عبيد الله - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا عمرو إنك لذو رأي سديد في الإسلام". رواه الطبراني والبزار باختصار قوله: "في الإسلام". وفي إسناد الكبير من لم أعرفه، وإسناد البزار فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك. 15895- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابنا العاص مؤمنان، وعمرو بن العاص في الجنة". رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار قوله: "وعمرو في الجنة". وأحمد إلا أنه قال: قال: "عمرو وهشام". ورجال الكبير وأحمد رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث. 15896- وعن ابن بريدة أن عمر قال لأبي بكر حين شيع عمراً: أو تزيد الناس ناراً، ألا ترى إلى ما يصنع هذا بالناس؟! فقال: دعه فإنما ولاه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمه بالحرب. رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح غير المنذر بن ثعلبة وهو ثقة. 15897- وعن عمرو بن العاص قال: بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني". قال: فأتيته وهو يتوضأ فصعد في البصر ثم طأطأ فقال: "إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة". فقلت: يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: "يا عمرو نعما بالمال الصالح للمرء الصالح". رواه أحمد وقال: هكذا في النسخة: "نَعما". بنصب النون وكسر العين، وقال أبو عبيدة: بكسر النون والعين. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال فيه: ولكن أسلمت رغبة في الإسلام وأكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "نعم ونِعما بالمال الصالح للمرء الصالح". ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح. 15898- وعن محمد بن الأسود بن خلف قال: كنا جلوساً في الحجر في أناس من قريش إذ قيل: قدم الليلة عمرو بن العاص، قال: فما أكثرنا أن دخل علينا فمددنا إليه أبصارنا، فطاف ثم صلى في الحجر ركعتين وقال: أقرصتموني؟ قلنا: ما ذكرناك إلا بخير، ذكرناك وهشام بن العاص فقلنا: أيهما أفضل؟ قال بعضهم: هذا، وقال بعضنا: هشام. قال: أنا أخبركم عن ذلك، أسلمنا وأحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وناصحناه، ثم ذكر يوم اليرموك فقال: أخذت بعمود الفسطاط ثم اغتسلت وتحنطت ثم تكفنت، فعرضنا أنفسنا على الله عز وجل فقبله فهو خير مني. - يقولها ثلاثاً - . رواه الطبراني وفيه أبو عمرو مولى بني أمية ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. 15899- وعن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعاً شديداً فلما رأى ذلك ابنه عبد الله قال: يا أبا عبد الله ما هذا الجزع وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيك ويستعملك؟ قال: أي بني كان ذلك وسأخبرك عن ذلك: أما والله ما أدري أحباً كان ذلك أم تألفاً يتألفني؟! ولكن أشهد على رجلين أنه فارق الدنيا وهو يحبهما: ابن سمية وابن أم عبد، فلما حزبه الأمر جعل يده موضع الغلال من ذقنه وقال: اللهم أمرتنا فتركنا، ونهيتنا فركبنا، ولا يسعنا إلا مغفرتك. وكانت تلك هجيراه (عادته ودأبه) حتى مات. قلت: في الصحيح طرف منه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 15900- وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات عمرو بمصر يوم الفطر سنة اثنتين وأربعين. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 15901- وعن يحيى بن بكير قال: توفي عمرو بن العاص ويكنى: أبا عبد الله بمصر ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين ودفن يوم الفطر وصلى عليه ابنه عبد الله وسنه نحو من مائة سنة. رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات. 15902- عن طلحة - يعني ابن عبيد الله - قال: ألا أخبركم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ ألا إني سمعته يقول: "عمرو بن العاص من صالحي قريش، ونعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله". قلت: رواه الترمذي باختصار. رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه ورجاله ثقات. 15903- وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله". رواه أحمد. 15904- وعن عبد الله بن عمرو قال: كنت يوماً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فقال: "هل تدري من معنا في البيت؟". قلت: من يا رسول الله؟ قال: "جبريل عليه السلام". قلت: السلام عليك يا جبريل ورحمة الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قد رد عليك السلام". رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن. 15905- وعن عبد الله بن عمرو قال: لخير أعلمه اليوم أحب إلي من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمنا الآخرة، ولا تهمنا الدنيا، وإنا اليوم قد مالت بنا الدنيا. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15906- وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات عبد الله بن عمرو سنة خمس وستين. رواه الطبراني. 15907- وعن يحيى بن بكير قال: توفي عبد الله بن عمرو بن العاص، ويكنى أبا محمد بمصر، ودفن في داره سنة خمس وستين، وقائل يقول: سنة ثمان وستين، وسنه ثنتان وسبعون سنة، أو اثنتان وتسعون سنة - شك يحيى بن بكير - في السبعين أو التسعين. رواه الطبراني. 15908- قال الطبراني: معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يكنى أبا عبد الرحمن رضي الله عنه، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص من بني سليم، وأمها بنت نوفل بن عبد مناف، وأمها فلانة بنت جابر بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر [بن لؤي، وأمها بنت الحارث بن حبيب بن خزيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر، وأمها بيت سعيد بن سهم]. 15909- وعن إسحاق بن يسار قال: رأيت معاوية بالأبطح أبيض الرأس واللحية [كأنه ثلج]. رواه الطبراني وإسناده حسن. 15910- وعن خالد بن معدان قال: كان معاوية طويلاً أبيض أجلح. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير صفوان بن صالح وهو ثقة. 15911- وعن أسلم مولى عمر قال: قدم علينا معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير مسلم بن جندب وهو ثقة. 15912- وعن بكار بن محمد بن رافع قال: قال معاوية: ما ولدت قرشية لقرشي خيراً لها في دنياها مني. فقال معد بن يزيد: ما ولدت قرشية لقرشي خير لها في دينها من محمد صلى الله عليه وسلم. وما ولدت قرشية لقرشي شراً لها في دنياها منك. قال: ولم؟ قال: لأنك عودتها عادة كأني بهم قد طلبوها من غيرك، فكأني بهم صرعى في الطريق. قال: ويحك والله إني لأكتمها نفسي كذا وكذا. 15896- وعن ابن بريدة أن عمر قال لأبي بكر حين شيع عمراً: أو تزيد الناس ناراً، ألا ترى إلى ما يصنع هذا بالناس؟! فقال: دعه فإنما ولاه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمه بالحرب. رواه الطبراني وإسناده منقطع، ومحمد بن سلام الجمحي ضعيف. 15913- وعن الشعبي قال: خرج معاوية من الشام يريد مكة فنزل منزلاً بين مكة والمدينة يقال له: الأبواء، فاطلع في بئر عاديه فأصابته لقوة فأجد السير حتى دخل مكة، وأتاه الحاجب فقال: يا أمير المؤمنين الناس بالباب ما أفقد وجهاً. قال: فابسط لي إذاً. قال: ثم دعا بعمامة فلف بها رأسه وشق وجهه، ثم خرج فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن أعافى فقد عوفي الصالحون قبلي، إني لأرجو أن أكون منهم، وإن كان مرض مني عضو فما أحصي صحيحي، وإن كان وجد علي بعض خاصتكم فقد كنت حدباً على عامتكم، وما لي أن أتمنى على الله أكثر مما أعطاني، فرحم الله رجلاً دعا لي بالعافية. وارتجت الأصوات بالدعاء فاستبكى، فقال له مروان: ما يبكيك [يا أمير المؤمنين؟ قال: راجعت] ما كنت عنه عزوفاً، فقال: كبرت سني ورق عظمي وكثرت الدموع في عيني ورميت في أحسني وما يبدو مني، ولولا هوى مني في يزيد أبصرت قصدي. رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني وهو متروك. 15914- وعن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أن معاوية أخذ الإداوة بعد أبي هريرة يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشتكى أبو هريرة، فبينا هو يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إليه مرة أو مرتين وهو يتوضأ، فقال: "يا معاوية إن وليت أمراً فاتق الله واعدل". قال: فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ابتليت. رواه أحمد واللفظ له وهو مرسل، ورواه أبو يعلى فوصله فقال فيه: عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توضؤوا". قال: فلما توضؤوا نظر إلي فقال: "يا معاوية إن وليت أمراً فاتق الله واعدل". والباقي بنحوه. ورواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال في الأوسط: "فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم". باختصار. ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح. 15915- وعن عائشة قالت: لما كان يوم أم حبيبة من النبي صلى الله عليه وسلم دق الباب داق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "انظروا من هذا". قالوا: معاوية، قال: "ائذنوا". ودخل وعلى أذنه قلم يخط به، فقال: "ما هذا القلم على أذنك يا معاوية؟". قال: قلم أعددته لله ولرسوله، فقال: "جزاك الله عن نبيك خيراً، والله ما استكتبتك إلا بوحي من الله عز وجل، وما أفعل من صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي من الله عز وجل، كيف بك لو قمصك الله قميصاً - يعني الخلافة - ؟". فقامت أم حبيبة فجلست بين يديه فقالت: يا رسول الله وإن الله مقمص أخي قميصاً؟ قال: "نعم ولكن فيه هنات وهنات وهنات". فقالت: يا رسول الله فادع الله له. فقال: "اللهم اهده بالهدى وجنبه الردى واغفر له في الآخرة والأولى". رواه الطبراني في الأوسط وفيه السري بن عاصم وهو ضعيف. 15916- وعن عبد الله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن أبا بكر وعمر في أمر فقال: "أشيروا علي". فقالا: الله ورسوله أعلم. فقال: "أشيروا علي". فقالا: الله ورسوله أعلم. فقال: "ادعوا لي معاوية". فقال أبو بكر وعمر: أما كان في رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلين من قريش ما ينفذون أمرهم حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غلام من غلمان قريش؟! فلما وقف بين يديه قال: "أحضروه أمركم - أو أشهدوه أمركم - فإنه قوي أمين". رواه الطبراني والبزار باختصار اعتراض أبي بكر وعمر، ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف، وشيخ البزار ثقة، وشيخ الطبراني لم يوثقه إلا الذهبي في الميزان، وليس فيه جرح مفسر، ومع ذلك فهو حديث منكر والله أعلم. 15917- وعن العرباص بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب". رواه البزار وأحمد في حديث طويل، والطبراني وفيه الحارث بن زياد ولم أجد من وثقه ولم يرو عنه غير يونس بن سيف، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف. 15918- وعن مسلمة بن مخلد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: "اللهم علمه الكتاب والحساب ومكن له في البلاد". 15919- وفي رواية أيضاً: "وقه سوء العذاب". رواه الطبراني من طريق جبلة بن عطية عن مسلمة بن مخلد، وجبلة لم يسمع من مسلمة فهو مرسل، ورجاله وثقوا وفيهم خلاف. 15920- وعن أبي الدرداء قال: ما رأيت أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا - يعني معاوية - . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن الحارث المذحجي وهو ثقة. 15921- وعن ابن عمر قال: ما رأيت أحداً من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي رجاله خلاف. 15922- وعن ابن عباس قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد استوص معاوية فإنه أمين على كتاب الله ونعم الأمين هو. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن فطر ولم أعرفه، وعلي بن سعيد الرازي فيه لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. 15923- وعن أبي موسى قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم حبيبة ورأسِ معاوية في حجرها وهي تقبله فقال لها: "أتحبينه؟". فقالت: وما لي لا أحب أخي! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن الله ورسوله يحبانه". رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. 15924- وعن عبد الله بن عمرو أن معاوية كان يكتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني وإسناده حسن. 15925- وعن عوف بن مالك قال: كنت قائلاً في كنيسة بأريحا، وهو يومئذ مسجد يصلى فيه، قال: فانتبه عوف بن مالك من نومته فإذا معه في البيت أسد يمشي إليه، فقام فزعاً إلى سلاحه، فقال له الأسد: صه إنما أرسلت إليك برسالة لتبلغها، قلت: من أرسلك؟ قال: الله أرسلني إليك لتعلم معاوية الرحال أنه من أهل الجنة، قلت: من معاوية؟ قال: ابن أبي سفيان. رواه الطبراني وفيه أبو يكر بن أبي مريم وقد اختلط. 15926- وعن الأعمش قال: لو رأيتم معاوية لقلتم: هذا المهدي. رواه الطبراني مرسلاً وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف. 15927- وعن يزيد بن الأصم قال: قال علي رضي الله عنه: قتلاي وقتلى معاوية في الجنة. رواه الطبراني ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف. 15928- وعن ثابت مولى أبي سفيان قال: غزوت مع معاوية بن أبي سفيان أرض الروم فوقع ثلب في رحله فنادى: يا عباد الله المسلمين، فكان أول من أجاب معاوية، فنزل ونزل الناس وقالوا: نكفي الأمير، فقال: إنه بلغني أن أول من يغيث جبريل فأحببت أن أكون الثاني. رواه الطبراني وفيه سعيد بن عبد الجبار الزبيدي وهو ضعيف. 15929- وعن مجالد بن سعيد قال: رحم الله معاوية ما كان أشد حبه للعرب. رواه الطبراني مرسلاً ورجاله ثقات إلى مجاهد. 15930- وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال: قال معاوية لأخيه: ارتدف، فأبى، فقال: بئس ما أُدبت، فقال أبو سفيان: دع أخاك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15931- وعن أبي نعيم قال: مات معاوية سنة ستين. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 15932- وعن الليث - يعني ابن سعد - قال: توفي معاوية بن أبي سفيان لأربع ليال خلون من رجب سنة ستين وسنه بضع وسبعون إلى الثمانين. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 15933- قال الطبراني: عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري حليف آل عتبة بن عبد شمس، كان إسلامه بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة حتى قدم زمن خيبر، وقيل: مات أبو موسى سنة خمسين ودفن بالتوتة على ميلين من الكوفة. 15934- وعن شباب العصفري قال: ولي أبو موسى الكوفة وله بها أهل ودار حضرة الجامع، مات أبو موسى سنة إحدى وخمسين. ونسبه قال: أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري، هو عبد الله بن قيس بن حصن بن حرب بن عامر بن تميم بن بكر بن عامر بن عدي بن وائل بن ناجية بن جماهر بن الأشعر بن أدد بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سنان بن يشجب بن قحطان. رواه الطبراني. 15935- وعن قيس بن الربيع بن أبي موسى قال: مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين. رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف. 15936- وعن سعيد بن عبد العزيز قال: قدم أبو موسى الأشعري على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لأكبر أهل السفينة وأصغرهم، وكان أبو عامر يقول: أنا أكبر أهل السفينة وابني أصغرهم. قال سعيد: وكان فيها أبو عامر وأبو مالك وأبو موسى وكعب بن عاصم خرجوا بالأبواء. رواه الطبراني منقطع الإسناد وإسناده حسن. 15937- وعن ابن إسحاق قال: كان أبو موسى الأشعري ممن هاجر إلى أرض الحبشة، فأقام بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي عمرو بن أمية فجعلهم في سفينتين، فقدم بهم خيبر بعد الحديبية. رواه الطبراني منقطع الإسناد ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات. 15938- وعن ابن بريدة عن أبيه قال: خرج بريدة عشاء فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فأدخله المسجد فإذا صوت رجل يقرأ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تراه يرائي؟". فأسكت بريدة. قال: فلما كان من القابلة خرج بريدة عشاء ولقيه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فأدخله المسجد فإذا صوت الرجل يقرأ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تراه يرائي؟". فقال بريدة: أتقول هو مراء يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا بل مؤمن منيب". فإذا الأشعري يقرأ بصوت له في جانب المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الأشعري - أو إن عبد الله بن قيس - أُعطي مزماراً من مزامير داود". فقلت: ألا أخبره يا رسول الله؟ قال: "بلى فأخبره". فأخبرته فقال: أنت لي صديق أخبرتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث. رواه أحمد، وفي الصحيح منه: "إن عبد الله بن قيس أعطي مزماراً من مزامير آل داود". وهنا: "من مزامير داود". ورجال أحمد رجال الصحيح. 15939- وعن محجن بن الأدرع قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي حتى صعد أحداً ثم أشرف على المدينة فقال: "ويح أمها قرية يدعها أهلها أعمر ما تكون يأتيها الدجال فيجد على كل نقب من أنقابها ملكاً مصلتاً. ثم انحدر حتى أتى المسجد فإذا هو برجل قائم يصلي ويقرأ، فقال: "تراه عبد الله بن قيس؟ إنه لأواه حليم". قلت: يا رسول الله ألا أبشره؟ قال: "احذر لا تسمعه فتهلكه". ثم انحدر، فلما انتهينا إلى المسجد، فوجدنا بريدة الأسلمي على باب من أبواب المسجد، وكان في المسجد رجل يطيل الصلاة، وكان بريدة صاحب مزاحات فقال: يا محجن ألا تصلي كما يصلي سكية! فلم يرد عليه شيئاً، ورجع فلما أتى بيته قال: "خير ديننا أيسره، خير دينكم أيسره، خير دينكم أيسره، خير دينكم أيسره". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رجاء بن أبي رجاء وقد وثقه ابن حبان. 15940- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد أعطي أبو موسى من مزامير داود". قلت: رواه ابن ماجة إلا أنه قال: "من مزامير آل داود". وهنا: "من مزامير داود". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث. 15941- وعن سلمة بن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أبي موسى وهو يقرأ فقال: "لقد أوتي هذا من مزامير آل داود". رواه الطبراني وإسناده جيد. 15942- وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أبي موسى ذات ليلة وأبو موسى يقرأ ومع النبي صلى الله عليه وسلم عائشة فقاما يستمعان لقرأته، ثم إنهما مضيا، فلما أصبح لقي أبو موسى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا موسى مررت بك البارحة ومعي عائشة وأنت تقرأ في بيتك، فقمنا فاستمعنا لقراءتك". فقال أبو موسى: لو علمت بمكانك لحبرت لك تحبيراً". قلت: في الصحيح طرف منه. رواه الطبراني ورجاله على شرط الصحيح غير خالد بن نافع الأشعري، ووثقه ابن حبان وضعفه جماعة. 15943- وعن أنس قال: قعد أبو موسى في بيته، واجتمع إليه ناس، فأنشأ يقرأ عليهم القرآن. قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله ألا أعجبك من أبي موسى، قعد في بيت واجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتسطيع أن تقعدني حيث لا يراني أحد منهم؟". قال: نعم. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأقعده الرجل حيث لا يراه منهم أحد، فسمع قراءة أبي موسى فقال: "إنه يقرأ على مزمار من مزامير آل داود". رواه أبو يعلى وإسناده حسن. 15944- وعن البراء قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى يقرأ فقال: "كأن صوت هذا من مزامير آل داود". رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وفيهم خلاف. 15945- وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي موسى الأشعري وسمعه يقرأ: "لقد أوتي أخوكم من مزامير آل داود". رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح. 15946- وعن الشعبي قال: كتب عمر في وصيته أن: لا يُقِرَّ لي عامل أكثر من سنة، وأقروا الأشعري أربع سنين. رواه أحمد بإسناد حسن إلا أن الشعبي لم يسمع من عمر رضي الله عنه. 15947- عن أبي عبيدة قال: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس بن منبه، يكنى أبا عبد الله، أمه امرأة من بني نصر بن معاوية. ولي البصرة نحو سنتين ثم ولي الكوفة، ومات بها سنة خمسين. وأول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية. رواه الطبراني ورجاله إلى قائله وثقوا. 15948- وعن يحيى بن بكير قال: توفي المغيرة بن شعبة سنة خمسين. رواه الطبراني. 15949- وعن المغيرة بن شعبة قال: كنت فيمن حفر قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فلحدنا لحداً. قال: فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم القبر طرحت الفأس ثم قلت: الفأس الفأس، ثم نزلت فوضعت يدي على اللحد. رواه الطبراني وفيه مجالد وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. 15950- وعن ابن مرحب قال: نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، أحدهم عبد الرحمن بن عوف، وكان المغيرة بن شعبة يدعى أحدث الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول: أخذت خاتمي فألقيته وقلت: إن خاتمي سقط من يدي، لأمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون آخر الناس عهداً به. رواه الطبراني وإسناده حسن. 15951- وعن المغيرة بن شعبة قال: كنت عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه فعرض عليه فرس، فقال رجل: احملني على هذا، فقال: لأن أحمل عليه غلاماً قد ركب الخيل على غرته أحب إلي من أن أحملك عليه، فغضب الرجل وقال: أنا والله خير منك ومن أبيك فارساً، فغضبت حين قال ذلك لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت إليه فأخذت برأسه فسحبته على أنفه، فكأنما كان على أنفه عزلاء مزادة، فأرادت الأنصار أن يستقيدوا مني، فبلغ ذلك أبا بكر رضي الله عنه فقال: إن ناساً يزعمون أني مقيدهم من المغيرة بن شعبة، ولأن أخرجهم من ديارهم أقرب من أن أقيدهم من وزعة الله الذين يزعون عباد الله. قلت: هذا الكلام الأخير لم أعرف معناه والله أعلم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15952- عن قيس المدني أن رجلاً جاء زيد بن ثابت فسأل عن شيء، فقال له زيد: عليك بأبي هريرة، فبينا أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو ونذكر ربنا عز وجل إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا فسكتنا فقال: "عودوا للذي كنتم فيه". فقال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني سائلك بمثل ما سألك صاحباي، وأسألك علماً لا ينسى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سبقكما بها الغلام الدوسي". رواه الطبراني في الأوسط، وقيس هذا كان قاص عمر بن عبد العزيز لم يرو عنه غير ابنه محمد، وبقية رجاله ثقات. 15953- وعن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئاً على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره. قلت: فذكر الحديث. رواه عبد الله بن أحمد في المسند في حديث طويل في علامات النبوة ورجاله ثقات. 15954- وعن أبي الشعثاء سليم قال: قدمت المدينة فوجدت أبا أيوب يحدث عن أبي هريرة فقلت: تحدث عن أبي هريرة وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: إنه قد سمع. رواه الطبراني من طريقين في إحداهما سعيد بن شعبان الجحدري وثقه غير واحد وفيه ضعف، وبقية رجالها ثقات. 15955- وعن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله إني إذا رأيتك قرت عيني وطابت نفسي، وإذا لم أرك لم تطب نفسي - أو كلمة نحوها - . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أبي ميمونة الفارسي وهو ثقة. 15956- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابسط ثوبك". فبسطته فحدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة النهار، ثم تفل في ثوبي، ثم ضممت ثوبي إلى بطني فما نسيت شيئاً بعد. قلت: هو في الصحيح بغير هذا السياق. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي، وقد ضعفه الجمهور وقال سعيد بن منصور: كان مالك يرضاه، وهو ثقة، وعمر بن عبد الله بن عبد الرحمن الجندعي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. 15957- وعن أبي هريرة قال: كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في كل سنة مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين. رواه أحمد ورجاله رجال الصحي. 15958- عن أبي مالك عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما بلغه - دعا له: "اللهم صل على عبيد أبي مالك واجعله فوق كثير من الناس". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 15959- عن أبي هريرة أنه كان يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط، فإذا لم يعرفه الناس، سألوه: من هو؟ فيقول: أصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقش. [قال الحصين]: فقلت لمحمود بن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه، فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد بدا له الإسلام فأسلم، فأخذ سيفه فغدا حتى أتى القوم، فدخل في عرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة. فبينا رجال بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به، قالوا: والله إن هذا للأصيرم، وما جاء به لقد تركناه وإنه لمنكر هذا الحديث! فسألوه: ما جاء به؟ فقالوا: ما جاء بك يا عمرو أحدثاً على قومك أو رغبة في الإسلام؟ فقال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله وبرسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلت حتى أصابني ما أصابني. فلم يلبث أن مات في أيديهم، فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه لمن أهل الجنة". رواه أحمد ورجاله ثقات. 15960- عن سلمة - يعني ابن الأكوع - قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم مراراً ومسح رأسي مراراً وأستغفر لي ولذريتي عدد ما بيدي من الأصابع. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن يزيد بن أبي حكيمة وهو ثقة. 15961- وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع". رواه الطبراني في الصغير وفيه جماعة لم أعرفهم. 15962- عن عباس بن سهل بن سعد قال: سمعت أبا أسيد يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين غزوة، غزوة بعد غزوة. رواه البزار وفيه الواقدي وهو ضعيف. 15963- وعن سليمان بن يسار أن أبا أسيد الساعدي أصيب بصره قبل قتل عثمان فقال: الحمد لله الذي متعني ببصري في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أراد الفتنة في عباده كف بصري عنها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن حازم وهو ثقة. 15964- وعن يحيى بن بكير قال: توفي أبو أسيد الساعدي واسمه ملك بن ربيعة سنة ثلاثين وسنه تسعون سنة. رواه الطبراني. 15965- عن زر بن حبيش قال: وفدت في خلافة عثمان بن عفان، وإنما حملني على الوفادة لقي أبي بن كعب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيت صفوان بن عسال المرادي فقلت له: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، وغزوت معه اثنتي عشرة غزوة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وحديثه حسن. 15966- عن سعد مولى أبي بكر قال: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم صفوان بن المعطل، وكان يقول هذا الشعر، فقال: صفوان هجاني، فقال: "دعوا صفوان فإن صفوان خبيث اللسان طيب القلب". رواه الطبراني وفيه عامر بن صالح بن رستم وثقه غير واحد وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما علمت عليه إلا خيراً". 15967- عن عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال: هاجر أبي صفوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة، فبايعه على الإسلام، فمد النبي صلى الله عليه وسلم إليه يده فمسح عليها فقال له صفوان: إني أحبك يا رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب". فكان صفوان بن قدامة حيث أتى دار الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة دعا قومه وبني أخيه ليخرجوا معه فأبوا عليه، فخرج وتركهم، وخرج معه بابنيه عبد الرحمن وعبد الله، وكانت أسماؤهم في الجاهلية: عبد العزى وعبد نهم، فغيّر أسماؤهم النبي صلى الله عليه وسلم. فقال في ذلك ابن أخيه نصر بن فلان بن قدامة في خروج صفوان ووحشتهم لفراقه: تحمل صفوان وأصبح غادياً * بأبنائه عمداً وخلى المواليا فأصبحت مختاراً لرمل معبد * وأصبح صفوان بيثرب ثاويا طلاب الذي يبقى وآثر غيره * فشتان ما يفنى وما كان باقيا بإتيـانه دار الرسـول محمد * مجيباً له إذ جاء بالحق هاديا فيا ليتني يوم الحدبَّا اتبعتهم * قضى الله في الأشياء ما كان قاضيا فأجابه صفوان فقال: من مبلغ نصراً رسـالة عـاتب * بأنك بالتقصير أصبحت راضيا مقيماً على أركان هِدْلِقَ للهوى * تمنى وأنك مغرور تمنى الأمانيا فسـام قسيمات الأمور وعادها * قضى الله في الأشياء ما كان قاضيا وأقام صفوان بالمدينة حتى مات بها، فقال عبد الرحمن في موت أبيه صفوان: وأنا ابن صفوان الذي سبقتْ له * عند النبي سوابق الإسلام صـلى الإلـه على النبي وآلـه * وثنى عليه بعدها بسلام والخـلق كلهـم بمثل صـلاتهم * من في السماء وأرضه الأيام وأقام صفوان بالمدينة خلافة عمر بن الخطاب، ثم إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث جرير بن عبد الله وعبد الرحمن بن صفوان في جيش مدداً للمثنى بن حارثة. رواه الطبراني وفيه موسى بن ميمون وكان قدرياً، وبقية رجاله وثقوا. 15968- عن أبي مسكين عن طلحة بن مسكين عن طلحة بن البراء أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ابسط - يعني يدك - أبايعك. قال: "وإن أمرتك بقطيعة والديك؟". قلت: لا. ثم عدت له فقلت: ابسط يدك أبايعك، قال: "علام". قلت: على الإسلام، قال: "وإن أمرتك بقطيعة والديك؟". قلت: لا. ثم عدت الثالثة، وكانت له والدة وكان من أبر الناس بها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا طلحة إنه ليس في ديننا قطيعة الرحم، ولكن أحببت أن لا يكون في دينك ريبة". فأسلم فحسن إسلامه. ثم مرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فوجده مغمى عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أظن طلحة إلا مقبوضاً من ليلته، فإن أفاق فأرسلوا إلي". فأفاق طلحة في جوف الليل فقال: ما عادني النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، فأخبروه بما قال، قال: فقال: لا ترسلوا إليه في هذه الساعة فتلسعه دابة أو يصيبه شيء، ولكن إذا فقدت فاقرؤوه مني السلام وقولوا له فلسيتغفر لي. فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح سأل عنه فأخبروه بموته وبما قال، قال: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال: "اللهم القه يضحك إليك وأنت تضحك إليه". رواه الطبراني مرسلاً، وعبد ربه بن صالح لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. 15969- وعن حصين بن وحوح أن طلحة بن البراء لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله مرني بما أحببت فلا أعصي لك أمراً. فعجب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك وهو غلام فقال: "اذهب فاقتل أباك". قال: فخرج مولياً ليفعل، فدعاه فقال له: "أقبل فإني لم أبعث بقطيعة رحم". فمرض طلحة بعد ذلك فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده في المساء في غيم وبرد، فلما انصرف قال لأهله: "إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني حتى أشهده وأصلي عليه". وأعجلوا، فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بني سالم بن عوف حتى توفي وجن عليه الليل، وكان فيما قال طلحة: ادفنوني وألحقوني بربي تبارك وتعالى ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف عليه اليهود ولا يصاب في سببي. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره وصف الناس معه وقال: "اللهم الق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك". قلت: عند أبي داود طرف من آخره. رواه الطبراني في الأوسط وقد روى أبو داود بعض هذا الحديث وسكت عليه فهو حسن إن شاء الله. 15970- عن سعيد بن جمهان أنه لقي سفينة ببطن نخلة في زمن الحجاج، قال: فأقمت عنده ثمان ليال أسأله عن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت له: ما اسمك؟ قال: ما أنا بمخبرك! سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة. قلت: ولم سماك سفينة؟ قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه، فثقل عليهم متاعهم فقال لي: "ابسط كساءك". فبسطته، فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه علي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احمل فإنما أنت سفينة". فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل علي إلا أن يحفوا. رواه أحمد والبزار والطبراني بأسانيد ورجال أحمد والطبراني ثقات. 15971- وعن عمران البجلي عن مولى لأم سلمة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فانتهينا إلى واد. قال: فجعلت أعبر الناس أو أحملهم، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما كنت اليوم إلا سفينة، أو ما أنت إلا سفينة". رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما ثقات. 15972- وعن سفينة قال: كنت في البحر فانكسرت سفينتنا فلم نعرف الطريق، فإذا أنا بالأسد قد عرض لنا، فتأخر أصحابي فدنوت منه فقلت: أنا سفينة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أضللنا الطريق، فمشى بين يدي حتى أوقفنا على الطريق، ثم تنحى ودفعني كأنه يريني الطريق، فظننت أنه يودعنا. رواه البزار والطبراني بنحوه إلا أنه قال: فانكسرت سفينتي التي كنت فيها فركبت لوحاً من ألواحها فطرحني اللوح في أجمة فيها الأسد، فأقبل إلي يريدني فقلت له: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطأطأ رأسه وأقبل إلي فدفعني بمنكبه. والباقي بنحوه. 15973- وفي بعض طرقه عن سفينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحوه. ولا أدري ما معنى قوله: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ورجالهما وثقوا. 15974- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ألفين ما نوزعت أحداً منكم عند الحوض فأقول: هذا من أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟". قال أبو الدرداء: يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم. قال: "لست منهم". رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه ورجالهما ثقات. 15975- وعن أبي الدرداء قال: قلت: يا رسول الله بلغني أنك تقول: "إن قوماً من أمتي سيكفرون بعد إيمانهم"؟. قال: "أجل يا أبا الدرداء ولستَ منهم". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الأشعري وهو ثقة. 15976- وعن خيثمة قال: قال أبو الدرداء: كنت تاجراً قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أردت أن أجمع بين التجارة والعبادة، فلم يستقم فتركت التجارة وأقبلت على العبادة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15977- عن أبي بزرة الأسلمي أن جليبيباً كان امرأ يدخل على النساء يمر بهن ويلاعبهن، فقلت لأمرأتي: لا تدخلن عليكم جليبيباً إن دخل عليكم لأفعلن ولأفعلن. قال: وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم: هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار: "زوجني ابنتك". قال: نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين، قال: "إني لست أريدها لنفسي". قال: فلمن يا رسول الله؟ قال: "لجليبيب". قال: أشاور أمها. [فأتى أمها] فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك، قالت: نعم ونعمة عين. قال: إنه ليس يخطبها لنفسه، إنما يخطبها لجليبيب. قالت: ألجليبيب إنيه ألجليبيب إنيه، لا لعمر الله لا نزوجه. فلما أن أراد ليقوم ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما قالت أمها قالت الجارية: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها فقالت: أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟! ادفعوني إليه فإنه لن يضيعني. فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: شأنك بها فزوجها جليبيباً. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة له قال: فلما أفاء الله عز وجل عليه قال: "هل تفقدون من أحد؟". قالوا: لا، قال: "لكني أفقد جليبيباً". قال: "فاطلبوه". فوجدوه إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه، فقالوا: يا رسول الله ها هو ذا إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه. فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "قتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه". - مرتين أو ثلاثاً - . ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه وحفر له ما له سرير إلا ساعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم وضعه في قبره ولم يذكر أنه غسله. قال ثابت: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها. وحدّث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتاً قال: هل تعلم ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "اللهم صب عليها الخير صباً، ولا تجعل عيشها كداً كداً". قال: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها. قلت: هو في الصحيح خالياً عن الخطبة والتزويج. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 15978- وعن أنس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على جليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها، قال: استأمر أمها، قال: "فنعم إذاً". قال: فانطلق الرجل إلى امرأته فذكر ذلك لها فقالت: لا ها الله إذاً، ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيباً وقد منعناها فلاناً وفلاناً؟ قال: والجارية في خدرها تسمع. قال: فانطلق الرجل يريد أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقالت الجارية: أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟! إن كان رضي لكم فأنكحوه. قال: فكأنها جلت عن أبوابها وقالا: صدقت، فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت رضيته فقد رضيناه، فقال: "إني قد رضيته". فزوجها ثم فزع أهل المدينة فركب جليبيب فوجدوه قد قتل وحوله ناس من المشركين قد قتلهم. قال أنس: فلقد رأيتها وإنها لمن أنفق أيم بالمدينة. رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: فكأنما حلت عن أبويها عقالاً. ورجال أحمد رجال الصحيح. 15979- عن أنس أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً، وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الهدية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه". وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان دميماً، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال: أرسلني، من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من يشتري العبد؟". فقال: يا رسول الله إذاً تجدني كاسداً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكنك عند الله لست بكاسد". أو قال: "[لكن] عند الله أنت غال". رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح. 15980- وعن سالم - يعني ابن أبي الجعد - عن رجل من أشجع - يقال له: أزهر بن حرام الأشجعي - رجل بدوي وكان لا يزال يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بطرفة أو هدية، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق المدينة يبيع سلعة له، ولم يكن أتاه - يعني في ذلك الوقت - فاحتضنه من وراء كتفه، فالتفت فأبصر النبي صلى الله عليه وسلم فقبل كفه، فقال: "من يشتري العبد؟". قال: إذاً تجدني يا رسول الله كاسداً، قال: "لكنك عند الله ربيح". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل حاضر بادية، وبادية آل محمد زاهر بن حرام". رواه البزار والطبراني ورجاله موثقون. 15981- عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له: ذو البجادين: "إنه أواه". وذلك أنه كثير الذكر لله عز وجل في القرآن، وكان يرفع صوته في الدعاء. رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن. 15982- وعن ابن الأدرع قال: كنت أحرس النبي صلى الله عليه وسلم فخرج ذات ليلة لبعض حاجته قال: فرآني فأخذ بيدي فانطلقنا فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عسى أن يكون مرائياً". قال: قلت: يا رسول الله يصلي يجهر بالقرآن؟ قال: "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة". ثم خرج ذات ليلة وأنا أحرسه لبعض حاجته فأخذ بيدي فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن فقلت: عسى أن يكون مرائياً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلا إنه أواب". فنظرت فإذا عبد الله ذو البجادين. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 15983- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: والله لكأني أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبر عبد الله ذي البجادين، وأبو بكر وعمر رحمة الله عليهما وهو يقول: "ناولوني صاحبكما". حتى وسده في لحده، فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة فقال: "اللهم إني أمسيت عنه راض فارض عنه". رواه البزار عن شيخه عباد بن أحمد العرزمي وهو متروك. 15984- عن ابن عباس قال: جاء ضمام بن ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أرقيك يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله نستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله". قال ضمام: لقد قرأت الكتب والتوراة والإنجيل والزبور فما سمعت مثل هذا الكلام! أعدهن علي، فأعادهن عليه ثم ذكر أنه أسلم. قلت: حديث ضماد - بالدال - في الصحيح وغيره، وحديث ضمام بالميم لم أجده. رواه الطبراني وذكره بالميم، ورجاله ثقات. 15985- قال الطبراني: وهو نعيم بن عبد الله بن أسد بن عبد عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب. وإنما سمي النحام لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سمعت نحمة في الجنة". والنحم: الصوت. 15986- قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وكان إسلامه قبل هجرة الحبشة، وقتل بأجنادين من أرض الشام. 15987- قال الطبراني: هو عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، وأمه عمرة بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف. كان قد عمي قبل وفاته. وكان كاتباً للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. 15989- (كذا في الأصل بتجاوز الرقم 15988) وعن عبد الواحد بن أبي عون قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم كتاب رجل فقال لعبد الله بن الأرقم: "أجب عني". فكتب جوابه ثم قرأه عليه فقال: "أصبت وأحسنت، اللهم وفقه". فلما ولي عمر كان يشاوره. رواه الطبراني معضلاً وإسناده حسن. 15990- عن عثمان بن أبي العاص قال: قدمت في وفد ثقيف حين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبسنا حللنا بباب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: من يمسك لنا رواحنا؟ فكل القوم أحب الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم وكره التخلف عنه، قال عثمان: وكنت أصغرهم، فقلت: إن شئتم أمسكت لكم على أن عليكم عهد الله لتمسكن لي إذا خرجتم، قالوا: فذلك لك، فدخلوا عليه ثم خرجوا فقالوا: انطلق بنا، قلت: أين؟ قالوا: إلى أهلك، فقلت: خرجت من أهلي حتى إذا حللت بباب النبي صلى الله عليه وسلم أرجع ولا أدخل عليه وقد أعطيتموني ما قد علمتم [من العهد]؟ قالوا: فاعجل لنا فإنا قد كفيناك المسألة فلم ندع شيئاً إلا سألناه، فدخلت فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يفقهني في الدين ويعلمني، قال: "ماذا قلت؟". فأعدت عليه القول، فقال: "لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أصحابك، اذهب فأنت أمير عليهم وعلى من تقدم عليه من قومك". فذكر الحديث. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حكيم بن حكيم بن عياد وقد وثق. 15991- وفي رواية أخرى مختصرة قال فيها: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته مصحفاً كان عنده فأعطانيه. 15992- وعن أبي هريرة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ومعه كتاب، قال: "لأعطين هذا الكتاب رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قم يا عثمان بن أبي العاص". فقام عثمان بن أبي العاص فدفعه إليه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يعلى أبو أمية وهو ضعيف. 15993- وعن أبي نضرة قال: أتيت عثمان بن أبي العاص في أيام العشر، وكان له بيت قد أخلاه للحديث، فمر عليه بكبش، فقال لصاحبه: بكم أخذته؟ فقال: باثني عشر درهماً، فقلت: لو كان معي اثنا عشر درهماً اشتريت بها كبشاً فضحيت وأطعمت عيالي، فلما قمت اتبعني رسول عثمان بصرة فيها خمسون درهماً، فما رأيت دراهم قط كانت أعظم بركة منها، أعطاني وهو لها محتسب، وأنا إليها محتاج. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15994- عن نوفل بن مساحق قال: بينما عثمان بن حنيف يكلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عاملاً فأغضبه فأخذ عمر بن الخطاب قبضة من البطحاء فرجمه بها فأصاب حجر منها جبينه فشجه، فسال الدم على لحيته فكأنه ندم فقال: امسح الدم عن لحيتك، فقال: لا يهولنك هذا يا أمير المؤمنين، فوالله لما انتهكت ممن وليتني أمره أشد مما انتهكت مني. قال: فكأنه أعجب عمر ذلك منه وزاده خيراً. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
|