الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **
15538- عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر أنهما بايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما ابنا سبع سنين، فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم وبسط يده فبايعهما. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه إسماعيل بن عياش، وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح. 15539- وعن عبد الله بن جعفر قال: لقد رأيتني وقثم وعبيد الله ابني عباس ونحن صبيان نلعب، إذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم [على دابة] فقال: "ارفعوا هذا إلي". فحملني أمامه وقال لقثم: "ارفعوا هذا إلي". فحمله وراءه، وكان عبيد الله أحب إلى عباس [من قثم] فما استحيا من عمه أن حمل قثم وتركه، قال: ثم مسح على رأسي ثلاثاً، كلما مسح قال: "اللهم أخلف جعفراً في ولده". قال: قلت لعبد الله: ما فعل قثم؟ قال: استشهد، قلت: الله ورسوله أعلم بالخير، قال: أجل. رواه أحمد ورجاله ثقات. 15540- وعن عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعبد الله بن جعفر وهو يبيع بيع الغلمان - أو الصبيان - قال: "اللهم بارك له في بيعه". أو قال: "في صفقته". رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات. 15541- عن محمد بن عبد الله بن نمير قال: وفيها مات عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بالمدينة ويكنى أبا جعفر. - يعني سنة ثمانين - . 15542- عن ابن عمر قال: لما استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد قال الناس فيه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم أو شيء من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد بلغني ما قلتم في أسامة، ولقد قلتم ذلك في أبيه قبله، وإنه لخليق للإمارة، وإنه لخليق بالإمارة، وإنه لخليق للإمارة، وإنه أتى حب الناس إلي". قال: من استثنى فاطمة وغيرها. 15543- وفي رواية: "إنه لأحب الناس إلي كلهم". وكان ابن عمر يقول: حاشا فاطمة. قلت: هو في الصحيح باختصار. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. 15544- وعن عائشة قالت: لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 15545- وعن أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب قال: سمعت أشياخنا يقولون: كان نقش خاتم أسامة بن زيد: حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15546- وعن الزهري قال: كان أسامة بن زيد يدعى بالأمير حتى مات، يقولون: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم ينزعه حتى مات. رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح. 15547- عن محمد بن إسحاق قال: عبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن تميم بن الهذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان حليف بني زهرة وقد، شهد بدراً. 15548- وفي رواية: ابن مخزوم بن كاهل بن حارث بن سعد بن هذيل حلفاء بني زهرة. رواه الطبراني بإسنادين ورجال الأول ثقات. 15549- وعن أحمد بن رشدين المصري قال: أملى علي موسى بن عون: عبد الله بن عتبة بن مسعود بن كاهل بن حبيب بن ثابت بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. رواه الطبراني، وموسى بن عون لم أعرفه. 15550- عن عبد الله بن مسعود قال: لقد رأيتني وإني لسادس ستة ما على الأرض مسلم غيرنا. رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح. 15551- عن قيس بن مروان قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة فقال: يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت بها رجلاً يملي المصاحف عن ظهر قلب. قال: فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل، فقال: ويحك من هو؟ فقال: عبد الله بن مسعود، فما زال عمر يطفئ ويسري عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها، فقال: ويحك والله ما أعلمه بقي أحد من الناس هو أحق بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك لأمر من أمر المسلمين، وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي ونحن نمشي معه، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قرآنه، فلما كدنا نعرف الرجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يقرأ القرآن رطباً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد". قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سل تعطه". قال عمر: فقلت: والله لأعودن إليه فلأبشرنه، قال: فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني فبشره، فلا والله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه. 15552- وفي رواية: فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر خارجاً فقال: إن فعلت إنك لسباق بالخير. رواه أبو يعلى بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير قيس بن مروان وهو ثقة. 15553- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد". رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه عاصم بن أبي النجود وهو على ضعفه حسن الحديث، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فرات بن محبوب وهو ثقة. 15554- وعن عبد الله عن أبي بكر وعمر: أنهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "سل تعطه". رواه البزار وإسناده حسن. 15555- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يقرأ القرآن غريضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد". رواه أحمد وأبو يعلى والبزار إلا أنهما قالا: "غضاً" بدل: "غريضاً". وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو متروك. 15556- وعن عمار بن ياسر قال: قال رسولا لله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد". رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار ثقات. 15557- وعن عبد الله بن عتبة قال: بينما ابن مسعود في المسجد وهو يدعو [بوعاء] مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فلما حاذاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع دعاءه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال: "من هذا؟ سل تعطه". فرجع أبو بكر إلى عبد الله بن مسعود فقال: الدعاء الذي كنت تدعو به؟ فقال: حمدت الله ومجدته ثم قلت: اللهم لا إله إلا أنت، وعدك حق، ولقاؤك حق، وكتابك حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والجنة حق، والنار حق، ورسلك حق. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15558- وعن ابن مسعود أنه بينا هو في المسجد مر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو، ومع النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما حاذى به سمع دعاءه وهو لا يعرفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سل تعطه". فرجع أبو بكر إلى ابن مسعود قال: الدعاء الذي [دعوت] به ما هو؟ قال: حمدت الله ومجدته ثم فلت: اللهم لا إله إلا أنت، وعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، ورسلك حق، والنبيون حق، ومحمد ص - حق. قلت: رواه الترمذي وغيره باختصار. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وسعيد بن الربيع السمان وهما ثقتان. 15559- وعن مجاهد عن ابن عباس قال: أي القراءتين كانت أخيراً؟ قراءة عبد الله أو قراءة زيد؟ قال: قلنا: قراءة زيد، قال: [لا] ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين، وكان آخر القراءة قراءة عبد الله. قلت: في الصحيح بعضه. رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح. 15560- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وختمت القرآن على خير الناس: علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قلت: هو في الصحيح غير قوله: وختمت القرآن إلى آخره. رواه الطبراني وفيه يحيى بن سالم وهو ضعيف. 15561- وعن علي قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد شجرة فأمره أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله حين صعد فضحكوا من حموشة (دقة) ساقيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد". رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة. 15562- وعن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكاً من أراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تضحكون؟". قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من دقة ساقيه. فقال: "والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق، وفي بعضها: "لساقا ابن مسعود يوم القيامة أشد وأعظم من أحد". وفي بعضها: بينا هو يمشي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ همزه أصحابه أو بعضهم. وأمثل طرقها فيه: عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح. 15563- وعن قرة بن إياس أن عبد الله بن مسعود رقي شجرة يجتني منها سواكاً فوضع رجليه عليها فضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من دقة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لهما أثقل في الميزان من أحد". رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. 15564- وعن أبي الطفيل قال: ذهب ابن مسعود وناس معه إلى كباث (الفض عن ثمر الأراك) فصعد ابن مسعود شجرة ليجتني منها، فنظروا إلى ساقيه فضحكوا من حموشتهما (دقتهما) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أي شيء تضحكون؟". قالوا: من حموشة ساقي ابن مسعود! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والله إنهما لأثقل في الميزان من أحد". ثم ذهب كل إنسان فاجتنى فحلاً يأكله، وجاء ابن مسعود بجنائه قد جعله في حجره، فوضعه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا جناي وخياره فيه * وكل جان يده إلى فيه فأكل منه النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك. 15565- وعن ابن مسعود قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته فلقيته بماء فقال: "من أمرك بهذا؟". فقلت: ما أمرني به أحد! فقال: "قد أحسنت، أبشر بالجنة". ثم جاء علي فبشره بالجنة. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الغفار بن القاسم وكان يضع الحديث. 15566- وعن ابن مسعود قال: ما كذبت منذ أسلمت إلا كذبة واحدة، كنت أرحل للنبي صلى الله عليه وسلم، فأتى رجل من الطائف فسألني: أي الرحلة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: الطائفية المنكبة، وكان يكرهها. فلما أتى بها قال: "من رحل هذه؟". قالوا: رحالك، قال: "مروا ابن أم عبد الله أن يرحل". فأعيدت إلي الرحلة. رواه الطبراني وأبو يعلى وإسناده ضعيف. 15567- وعن أبي الدرداء قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة خفيفة، فلما فرغ من خطبته قال: "يا أبا بكر قم فاخطب". فقصر دون رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما فرغ من خطبته قال: "يا عمر قم فاخطب". فقام فقصر دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ودون أبي بكر. فلما فرغ من خطبته قال: "يا فلان قم فاخطب". فشقق القول، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسكت أو اجلس فإن التشقيق من الشيطان، وإن البيان من السحر". وقال: "يا ابن أم عبد قم فاخطب". فقام ابن أم عبد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إن الله عز وجل ربنا، وإن الإسلام ديننا، وإن القرآن إمامنا، وإن البيت قبلتنا، وإن هذا نبينا - وأومأ بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم - رضينا ما رضي الله تعالى لنا ورسوله، وكرهنا ما كره الله تعالى لنا ورسوله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أصاب ابن أم عبد أصاب ابن أم عبد وصدق، ورضيت بما رضي الله تعالى لي ولأمتي وابن أم عبد". رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن عبيد الله بن عثمان بن خثيم لم يسمع من أبي الدرداء والله أعلم. 15568- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد، وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد". رواه البزار والطبراني في الأوسط باختصار الكراهة، ورواه في الكبير منقطع الإسناد. وفي إسناد البزار محمد بن حميد الرازي وهو ثقة وفيه خلاف، وبقية رجاله وثقوا. 15569- وعن ابن عباس قال: ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد إلا أربعة، أحدهم عبد الله بن مسعود. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. 15570- وعن الحسن قال: قال رجل لعمرو بن العاص: أرأيت رجلاً مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبه أليس رجلاً صالحاً؟ قال: بلى، قال: قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبك، وقد استعملك، قال: قد استعملني فوالله ما أدري حباً كان لي منه أو استعانة بي؟ ولكن سأحدثك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهما راض: عبد الله ابن مسعود وعمار بن ياسر. رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهما راض. ورجال أحمد رجال الصحيح. قلت: وله طرق في ترجمة عمرو بن العاص. 15571- وعن زيد بن وهب قال: إنا لجلوس مع عمر إذ جاء عبد الله يكاد الجلوس يوازونه من قصره، فضحك عمر حين رآه، فجعل يكلم عمر ويضاحكه وهو قائم عليه، ثم ولى فاتبعه عمر بصره حتى توارى، فقال: كنيِّف (وعاء) ملئ فقهاً. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15572- وعن حارثة بن مضرب قال: كتب عمر إلى أهل الكوفة: قد بعثت عماراً أميراً وعبد الله بن مسعود وزيراً وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر، فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حارثة وهو ثقة. 15573- وعن قيس بن أبي حازم قال: رأيت ابن مسعود نظيفاً. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15574- وعن يحيى بن بكير قال: توفي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ويكنى أبا عبد الرحمن وهو ابن بضع وستين سنة، في سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة، وأوصى إلى الزبير بن العوام ودفن بالبقيع. رواه الطبراني. 15575- عن الزهري قال: ما كان عبد الله بن مسعود بأقدم هجرة من أخيه عتبة ولكنه مات قبله. رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح. 15576- وعن القاسم بن عبد الرحمن قال: توفي عتبة بن مسعود في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. رواه الطبراني وإسناده حسن. 15577- وعن الليث بن سعد قال: توفي عتبة بن مسعود سنة أربع وأربعين. رواه الطبراني وإسناده منقطع. 15578- عن محمد بن إسحاق قال: كان عمار بن ياسر وأبوه وأمه أهل بيت إسلام كلهم. 15579- قال ابن هشام: عمار بن ياسر بن عبس بن زيد بن مذحج، شهد بدراً والمشاهد كلها. ويقال: إن اسم أمه سمية بنت سلم بن لخم. يكنى أبا اليقظان، قتل مع علي رضي الله عنهما يوم صفين سنة سبع وثلاثين. رواه الطبراني ورجاله إلى قائليه ثقات. 15580- وعن عطاء بن أبي رباح قال: هاجر أبو سلمة وأم سلمة وخرج معهم عمار بن ياسر وكان حليفاً لهم. رواه الطبراني وفيه عمر بن قيس المكي وهو متروك. 15581- وعن سعيد بن أبي مريم قال: قلت لعطاف بن خالد: أرأيت عمار بن ياسر كان حليفاً لكم؟ قال: بل مولانا. رواه الطبراني وإسناده منقطع، وعطاف مختلف فيه. 15582- وعن أبي كعب الحارثي أنه دخل على عثمان رضي الله عنه فجاء رجل آدم أصلع في مقدم رأسه شعرات فقلت: من هذا؟ قالوا: عمار بن ياسر. رواه الطبراني وفيه زياد بن جبل، قال الذهبي: مجهول. 15583- وعن كليب بن منفعة عن أبيه قال: رأيت عماراً بالكناسة أسود جعداً، وهو يقرأ هذه الآية: رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف. 15584- وعن عبد الله بن سلمة قال: رأيت عمار بن ياسر يوم صفين آدم طوالاً بيده الحربة. رواه الطبراني وإسناده حسن. 15585- وعن مطرف قال: دخلت على عمار بن ياسر وعنده خياط يقطع برداً على قطيفة ثعالب. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15586- وعن طارق بن شهاب قال: قال رجل لعمار بن ياسر: يا أجدع. وكانت أذنه جدعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: خير أذني سببت. رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف، وقال ابن دقيق العيد: وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. 15587- وعن عبد الله بن سلمة قال: لقي علي رجلين قد خرجا من الحمام متدهنين فقال: من أنتما؟ قالا: من المهاجرين، فقال: كذبتما، أنتما من المهاجرين؟ إنما المهاجر عمار بن ياسر. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15588- وعن عبد الله بن جعفر قال: ما رأيت مثل عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر، كانا لا يحبان أن يعص الله طرفة عين، ولا يخالفا الحق قيد شعرة. رواه الطبراني وفيه أحمد بن الحجاج بن الصلت وهو ضعيف. 15589- وعن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر فقال: إني سائلكم، وإني أحب أن تصدقوني، نشدتكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشاً على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟ فسكت القوم، فقال: لو أن [بيدي] مفاتيح الجنة أعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم. فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان: ألا أحدثكما عنه - يعني عماراً - ؟ أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بيدي نتمشى بالبطحاء، حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون فقال أبو عمار: يا رسول الله الدهر هكذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اصبر". ثم قال: "اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 15590- وعن عثمان بن عفان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي عمار وأم عمار وعمار: "اصبروا آل ياسر موعدكم الجنة". رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. 15591- وعن عمار قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اصبروا آل ياس موعدكم الجنة". رواه الطبراني ورجاله ثقات. 15592- وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بعمار بن ياسر وبأهله يعذبون في الله عز وجل فقال: "أبشروا آل ياسر موعدكم الجنة". رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز المقوم وهو ثقة. 15593- وعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مضطجعاً في حجر عمار، فدخل رجل فقال: ماذا يقول المشركون آنفاً لهذا - يعني عماراً - ؟ قال: فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم يده من وراء ظهره ورأسه في حجره حتى أحاط بظهره وقال: "إنهم ليحورون أديماً طيباً". رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وقد وثق وضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. 15594- وعن الحسن قال: كان عمار يقول: قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن والإنس، أرسلني إلى بئر بدر فلقيت الشيطان في صورة الإنس فصارعني فصرعته، فجعلت أدقه بفهر (حجر) معي أو حجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمار لقي الشيطان عند البئر فقاتله". فما عدا أن رجعت فأخبرته فقال: "ذاك الشيطان". رواه الطبراني عن شيخه يعقوب بن إسحاق المخرمي ولم أعرفه، والحكم بن عطية مختلف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح. 15595- وعن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار كلام، فأغلظت له في القول، فانطلق عمار يشكوني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، [وجاء خال] وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فجعل يغلظ له، ولا يزيده إلا غلظة، والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت، فبكى عمار وقال: يا رسول الله ألا تراه؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فقال: "من عادى عماراً عاداه الله، ومن أبغض عماراً أبغضه الله". قال خالد: فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضا عمار، فلقيته فرضي. رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15596- وعن خالد بن الوليد قال: ما عملت عملاً أخوف عندي على أن يدخلني النار من شأن عمار، فقلنا: يا أبا سليمان وما هو؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه إلى حي من أحياء العرب، فأصبتهم وفيهم أهل بيت مسكين فكلمني عمار في أناس من أصحابه فقال: أرسلهم، فقلت: لا حتى آتي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن شاء أرسلهم وإن شاء صنع بهم ما أراد، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستأذن عمار فدخل فقال: يا رسول الله ألم تر إلى خالد فعل وفعل، فقال خالد: أما والله لولا مجلسك ما سبني ابن سمية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخرج يا عمار". فخرج وهو يبكي، فقال: ما نصرني رسول الله صلى الله عليه وسلم على خالد، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أجبت الرجل". فقال: يا رسول الله ما منعني منه إلا محقرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يحقر عماراً يحقره الله، ومن يسب عماراً يسبه الله، ومن ينتقص عماراً ينتقصه الله". فخرجت فاتبعته حتى استغفر لي. وفي رواية: "من يعاد عماراً يعاده الله". رواه الطبراني مطولاً ومختصراً بأسانيد، منها ما وافق أحمد ورجاله ثقات، ومنها ما هو مرسل. 15598- وفي الأوسط منه: "من سب عماراً سبه الله، ومن أبغض عماراً أبغضه الله". فقط. وفي إسناده غير واحد مختلف فيه. 15599- وعن الحسن قال: قال عمرو بن العاص: ما كنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات يوم مات وهو يحب رجلاً فيدخله الله النار. قيل: قد كان يستمعلك، فقال: الله أعلم، ولكنه كان يحب رجلاً، قالوا: من هو؟ قال: عمار بن ياسر. رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وزاد فيه: قال: ذاك قتيلكم يوم صفين، قال: قد والله قتلناه. وقد تقدم في فضل عبد الله بن مسعود نحوه بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمار وابن مسعود. ورجال أحمد رجال الصحيح. 15600- وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كم من ذي طمرين لا ثوب له، لو أقسم على الله لأبره، منهم عمار بن ياسر". رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عيسى بن قرطاس وهو متروك. 15601- عن سعيد بن عبد العزيز أن عمار بن ياسر أقسم يوم أحد فهزم المشركون، وأقسم يوم الجمل فغلبوا أهل البصرة، وقيل له يوم صفين: لو أقسمت! فقال: لو ضربونا بأسيافهم حتى نبلغ سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وهم على الباطل، فلم يقسم، فقتل يومئذ، فقال يوم أحد: أقسمت يا جبريل ويا ميكال لا يغلبنـا معشـر ضـلال إنا على الحق وهم جهـال حتى خرق صف المشركين. رواه الطبراني منقطع الإسناد ورجاله رجال الصحيح. 15602- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابن سمية، ما عُرض عليه أمران قط إلا اختار الأرشد منهما". 15603- وعن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "دم عمار ولحمه حرام على النار أن تطعمه". رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر. 15604- وعن عائشة أنها قالت: ما أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لو شئت لقلت فيه ما خلا عماراً، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ملئ إيماناً إلى مشاشه". رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. 15605- وعن بلال بن يحيى قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه أتى حذيفة فقيل له: يا أبا عبد الله قتل هذا الرجل وقد اختلف الناس فيما يقول؟ قال: أسندوني، فأسندوه إلى ظهر رجل فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أبو اليقظان على الفطرة لا يدعها حتى يموت أو يمسه الهرم". رواه البزار والطبراني في الأوسط باختصار ورجالهما ثقات. 15606- وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا بالذين من بعدي: أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - واهتدوا بهدي عمار بن ياسر، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد". قلت: روى الترمذي منه: "اقتدوا بالذين من بعدي: أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ". فقط. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. وقد تقدمت أحاديث منها في الفتن فيما كان بين الصحابة رضي الله عنهم. 15607- عن مولاة لعمار بن ياسر قالت: اشتكى عمار بن ياسر شكوى ثقل منها فغشي عليه، فأفاق ونحن نبكي حوله فقال: ما يبكيكم؟ أتحسبون أني مت على فراشي؟ أخبرني حبيبي صلى الله عليه وسلم أنه تقتلني الفئة الباغية وأن آخر زادي مذقة (شربة) من لبن. رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه إلا أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني أُقتل بين صفين. ورواه البزار باختصار وإسناده حسن. ومولاة عمار لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات. 15608- وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت عمار بن ياسر بصفين في اليوم الذي مات فيه وهو ينادي: إني لقيت الجبار وتزوجت الحور العين، اليوم نلقى الأحبة محمداً و حزبه، عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن: "آخر زادك من الدنيا ضباح من لبن". رواه الطبراني في الأوسط وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح، ورواه البزار بنحوه بإسناد ضعيف. 15609- وفي رواية عند أحمد: أنه لما أتي باللبن ضحك. 15610- وعن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار: "تقتلك الفئة الباغية". رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف. 15611- وعن أبي أيوب قال: قال رسول الل صلى الله عليه وسلم: "تقتل عماراً الفئة الباغية". رواه الطبراني وفيه محمد بن موسى الواسطي وهو ضعيف. 15612- وعن أبي اليسر بن عمرو عن زياد بن العرد أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: "تقتلك الفئة الباغية". رواه الطبراني وفيه مسعود بن سليمان، قال الذهبي: مجهول، قلت: والزهري لم يدرك أبا اليسر. 15613- وعن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة - وكانت تمرض عماراً - قالت: جاء معاوية إلى عمار يعوده، فلما خرج من عنده قال: اللهم لا تجعل منيته بأيدينا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتل عماراً الفئة الباغية". رواه أبو يعلى والطبراني، وابنة هشام والراوي عنها لم أعرفهما، وبقية رجالهما رجال الصحيح. 15614- وعن أبي سعيد الخدري قال: كنا ننقل اللبن للمسجد لبنة لبنة، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين، فنفض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رأسه وقال: "ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية". رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. 15615- وعن أبي سعيد الخدري أيضاً قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد، فجعلنا ننقل لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين، قال: فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية". رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. 15616- وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني المسجد فإذا نقل الناس حجراً نقل عمار حجرين، فإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين. قال: فذكره. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. 15617- وعن حبة قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال أحدهما لصاحبه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تقتل عماراً الفئة الباغية". وصدقه الآخر. رواه البزار. 15618- وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية". رواه الطبراني وزاد: فقال معاوية: لا تزال داحضاً في بولك، نحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به. رواه الطبراني ورجاله ثقات، وكذلك أحد اسانيد عبد الله بن عمرو. 15619- وعن عبد الله بن عمرو أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار وسلبه، فقال عمرو: خليا عنه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قاتل عمار وسالبه في النار". رواه الطبراني، وقد صرح ليث بالتحديث، ورجاله رجال الصحيح. 15620- وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قاتل عمار وسالبه في النار". رواه الطبراني وفيه مسلم الملائي وهو ضعيف. 15621- وعن عبد الله بن الحارث أن عمرو بن العاص قال لمعاوية: يا أمير المؤمنين أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين كان يبني المسجد لعمار: "إنك حريص على الجهاد، وإنك لمن أهل الجنة، ولتقتلنك الفئة الباغية". قال: بلى، قال: فلم قتلتموه؟ قال: والله ما تزال تدحض في بولك، نحن قتلناه؟ إنما قتله الذي جاء به. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 15622- وعن هني مولى عمرو قال: كنت مع معاوية وعمرو بن العاص بصفين، فنظرت يومئذ في القتلى فإذا أنا بعمار بن ياسر مقتول، فذهبنا إلى عمرو بن العاص فقلت: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمار؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: "تقتلك الفئة الباغية". فقلت: هذا عمار قتلتموه، فأنكر ذلك علي وقال: انطلق فأرنيه، فذهبت فوقفت عليه وقلت له: ماذا تقول فيه؟ قال: إنما قتله أصحابه. رواه الطبراني مطولاً، ورواه مختصراً، ورجال المختصر رجال الصحيح غير زياد مولى عمرو وقد وثقه ابن حبان. 15623- وعن أبي البختري وميسرة أن عمار بن ياسر يوم صفين كان يقاتل فلا يقتل، فيجيء إلى علي فيقول: يا أمير المؤمنين يوم كذا وكذا هذا، فيقول: اذهب عنك. قال ذلك ثلاث مرات، ثم أتي بلبن فشربه، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا آخر شربة أشربها من الدنيا، ثم قام فقاتل فقتل. رواه الطبراني وأبو يعلى بأسانيد وفي بعضها عطاء بن السائب وقد تغير، وبقية رجاله ثقات وبقية الأسانيد ضعيفة. 15624- وعن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وضرب جنب عمار قال: "إنك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق، يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن". رواه الطبراني وفيه مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف. 15625- وعن أبي سنان الدؤلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت عمار بن ياسر دعا غلاماً له بشراب، فأتاه بقدح من لبن فشربه ثم قال: صدق الله ورسوله، اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن آخر شيء أزوده من الدنيا ضيحة لبن. ثم قال: والله لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق وأنهم على باطل. رواه الطبراني وإسناده حسن. 15626- وعن عمار بن ياسر قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في خاصرتي فقال: "خاصرة مؤمنة تقتلك الفئة الباغية آخر زادك ضياح من لبن". رواه الطبراني وإسناده حسن. 15627- عن كلثوم بن جبر قال: كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي، في منزل عنبسة بن سعيد، إذ جاء رجل فقال: إن قاتل عمار بالباب أفتأذنون له فيدخل؟ فكره بعض القوم، وقال بعض: أدخلوه، فدخل فإذا رجل عليه مقطعات له فقال: لقد أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنفع أهلي فأرد عليهم الغنم، فقال رجل من القوم: أبا الغادية كيف كان أمر عمار؟ قال: كنا نعد عماراً من خيارنا حتى سمعته يوماً في مسجد قباء يقع في عثمان، فلو خلصت إليه لوطئته برجلي، فما صليت بعد ذلك صلاة إلا قلت: اللهم لقني عماراً فلما كان يوم صفين استقبلني رجل يسوق الكتيبة، فاختلفت أنا وهو ضربتين، فبدرته فضربته فكبا لوجهه ثم قتلته. 15628- وفي رواية: قال عبد الأعلى: أدخلوه، فأدخل عليه مقطعات له، فإذا رجل طوال، ضرب من الرجال، كأنه ليس من هذه الأمة. قلت: فذكر نحوه حتى قال: فلما كان يوم صفين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلاً حتى كان بين الصفين طعن رجلاً في ركبته بالرمح فصرعه، فانكفأ المغفر عنه، فاضربه فإذا رأس عمار بن ياسر. قال: يقول له مولى لنا: أي يد كفتاه، فلم أر رجلاً أبين ضلالة منه. رواه كله الطبراني، وعبد الله باختصار، ورجال أحد إسنادي الطبراني رجال الصحيح. وقد تقدم في كتاب الفتن أحاديث وبعض ما كان بينهم رضي الله عن الصحابة أجمعين. 15629- عن كردوس: أن خباباً أسلم سادس ستة كان سدس الإسلام. رواه الطبراني مرسلاً ورجاله إلى كردوس رجال الصحيح، وكردوس ثقة. 15630- وعن الزهري قال: كان خباب بن الأرت مولى زهرة يكنى أبا عبد الله. توفي سنة سبع وثلاثين منصرف علي رضي الله عنه من صفين إلى الكوفة، وهو أول من قبر بالكوفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إسلام خباب بمكة. رواه الطبراني مرسلاً وإسناده حسن. 15631- وعن عروة في تسمية من شهد بدراً: خباب بن الأرت بن خويلد بن سعد بن جذيمة بن كعب بن سعد. رواه الطبراني مرسلاً وإسناده حسن. 15632- وعن زيد بن وهب قال: سرنا معه - يعني مع علي - حين رجع من صفين حتى إذا كنا بباب الكوفة إذ نحن بقبور سبعة عن أيماننا فقال: على ما هذه القبور؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين إن خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين وأوصى أن يدفن في ظهر الكوفة، وكان الناس إنما يدفنون موتاهم في أقبيتهم وعلى أبواب دورهم، فلما رأوا خباباً أوصى أن يدفن بالظهر دفن الناس، فقال علي رضي الله عنه: رحم الله خباباً لقد أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً وابتلي في جسمه أحوالاً، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً، ثم دنا من القبور فقال: السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا سلف فارط، ونحن لكم تبع عما قليل لاحق، اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز عنا وعنهم، طوبى لمن أراد المعاد، وعمل للحسنا، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله عز وجل. رواه الطبراني وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي وهو كذاب. 15633- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فإذا حس، فنظرت فإذا بلال". رواه الطبراني في الصغير والكبير، وفيه مصعب بن ثابت الزبيري، وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. 15634- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت: يا جبريل ما هذه الخشفة؟ قال: بلال يمشي أمامك". رواه الطبراني في الصغير والأوسط والكبير بنحوه وأحمد في حديث طويل تقدم فيما اجتمع من الفضل لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وغيرهما، ورجال الصغير ثقات. 15635- وعن وحشي بن حرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما أسري بي في الجنة سمعت خشخشة فقلت: يا جبريل، ما هذه الخشخشة؟ قال: هذا بلال". قال أبو بكر: ليت أم بلال ولدتني وأبو بلال وأنا مثل بلال. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 15636- وعن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نعم المرء بلال، وهو سيد الشهداء، والمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة". رواه البزار وفيه حسام بن مصك وهو ضعيف. 15637- وعن ابن عباس قال: ليلة أسري بنبي الله صلى الله عليه وسلم دخل الجنة فسمع وجساً فقال: "يا جبريل من هذا؟". قال: هذا بلال المؤذن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس حين جاء: "قد أفلح بلال، رأيت له كذا وكذا". فذكر الحديث. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير قابوس وقد وثق وفيه ضعف. 15638- وعن ابن عمر قال: بشرت بلالاً فقال لي: يا عبد الله بما تبشرني؟ فقلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يجيء بلال يوم القيامة على ناقة، رجلها من ذهب، وزمامها من در وياقوت، معه لواء يتبعه المؤذنون، فيدخلهم الجنة حتى إنه ليدخل من أذن أربعين صباحاً، يريد بذلك وجه الله تبارك وتعالى". رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي وهو ضعيف. 15639- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثل بلال مثل النحلة غدت تأكل من الحلو والمر ثم هو حلو كله". رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. 15640- وعن يحيى بن بكير قال: توفي بلال مولى أبي بكر ويقال: إنه ترب أبي بكر بدمشق في الطاعون، ودفن عند باب الصغي، ويكنى أبا عبد الله، وقيل: كني أبا عمرو في سنة سبع عشرة وهو من مولدي السراة. رواه الطبراني. 15641- عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدراً من بني عبد شمس بن عبد مناف: سالم مولى أبي حذيفة. رواه الطبراني مرسلاً وإسناده حسن. 15642- وعن عمرو بن العاص قال: كان فزع بالمدينة، فأتيت على سالم مولى أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه فأخذت سيفي فاحتبيت بحمائله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله؟". قال: "ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان؟". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 15643- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع سالماً مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل فقال: "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله". رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. 15644- وعن عروة في تسمية من استشهد يوم اليمامة. رواه الطبراني هكذا في ترجمة سالم، وإسناده حسن. 15645- قال الطبراني: عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق من المهاجرين الأولين، هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر من مكة إلى المدينة، وهو بدري استشهد يوم بئر معونة. 15646- وعن عبد الرحمن بن عوف قال: كلم طلحة بن عبيد الله عامر بن فهيرة بشيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مهلاً يا طلحة، إنه قد شهد بدراً كما شهدته، وخيركم خيركم لمواليهم". رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف. 15647- قال الزهري: حدثني ابن عامر بن ربيعة، وكان من كبراء بني عدي، وكان أبوه شهد بدراً. رواه الطبراني وإسناده حسن. 15648- وعن محمد بن إسحاق قال: من نسبه إلى عتر بن وائل قال: عامر بن ربيعة بن كعب بن عميرة بن مالك بن كنانة بن عامر بن سعيد بن الحارث بن رفيده بن عدنان، ويقال: طاهر بن ربيعة من اليمن. رواه الطبراني وإسناده حسن. 15649- وعن عروة: ابن ربيعة من اليمن، ويقول من نسبه إلى اليمن: عامر بن ربيعة بن كعب بن عميرة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن الحارث بن معاوية بن عبس بن زيد بن عكة بن مذحج. رواه الطبراني وإسناده حسن. 15650- وعن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: توفي عامر بن ربيعة سنة اثنتين وثلاثين. رواه الطبراني. 15651- وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: توفي ابن ربيعة وهو يصلي بالليل حين نشب الناس في الفتنة، فأري في المنام فقيل له: قم فسل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده، فقام فصلى فاشتكى فما خرج إلا جنازته. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15652- عن سعد بن أبي وقاص أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تدعو الله؟ فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقيت العدو فلقني رجلاً شديداً بأسه، شديداً حرده، أقاتله ويقاتلني فيك، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه. فأمن عبد الله بن جحش ثم قال: اللهم ارزقني رجلاً شديداً حرده، شديداً بأسه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقتيك غداً قلت: من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك صلى الله عليه وسلم، فتقول: صدقت، قال سعد: يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيراً من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار، وإن أنفه وأذنه لمعلقتان في خيط. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15653- عن زيد بن ثابت أن عثمان بن مظعون لما قبر قالت أم العلاء: طب أبا السائب نفساً، إنك في لجنة. فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من هذه؟". قالت: أنا يا نبي الله، قال: "وما يدريك؟". قالت: يا رسول الله عثمان بن مظعون! قال: "أجل ما رأينا إلا خيراً، أنا رسول الله، والله ما أدري ما يصنع بي". رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف. 15654- وعن ابن عباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئاً لك الجنة، فنظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم نظرة غضبان وقال: "وما يدريك؟". قالت: فارسك وصاحبك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله ما أدري ما يفعل بي". فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لعثمان وهو أفضلهم، فلما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون". رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف. 15655- وعن الأسود بن سريع قال: لما مات عثمان بن مظعون أشفق المسلمون عليه، فلما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون". رواه الطبراني ورجاله ثقات. 15656- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مات ميت قال: "قدموه على فرطنا، نعم الفرط لأمتي عثمان بن مظعون". رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه، وإسناد الكبير ضعيف، وفي إسناد الأوسط من لم أعرفهم. 15657- وعن أنس بن مالك قال: لما ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون". رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف. 15658- وعن عائشة بنت مظعون أن النبي صلى الله عليه وسلم قبّل عثمان بن مظعون على خده بعدما مات، ولا نعلم قبّل أحداً غيره. رواه الطبراني وفيه عبد الرجمن بن عفان الحاطبي وهو ضعيف. 15659- وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون يوم مات، فأحنى عليه كأنه يوصيه، ثم رفع رأسه فرأوا في عينيه أثر البكاء. ثم أحنى عليه الثانية، ثم رفع رأسه فرأوه يبكي. ثم أحنى عليه الثالثة، ثم رفع رأسه وله شهيق، فعرفوا أنه قد مات، فبكى القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مه، إنما هذا من الشيطان فاستغفروا الله". ثم قال: "أذهِبْ عنك أبا السائب، فلقد خرجت ولم تتلبس منها بشيء". رواه الطبراني عن عمر بن عبد العزيز بن مقلاص عن أبيه ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. قلت: وقد تقدم سبب إسلامه في التفسير ي سورة النحل. 15660- عن جابر بن عبد الله أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد غزوهم، فدل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المرأة التي معها الكتاب، فأرسل إليها، فأخذ كتابها من رأسها. فقال: "يا حاطب أفعلت؟". قال: نعم، أما إني لم أفعله غشاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفاقاً، قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له أمره، غير أني كنت بين ظهرانيهم، وكانت والدتي معهم فأردت أن أتخذها عندهم. فقال له عمر: ألا أضرب عنق هذا؟ فقال: "تقتل رجلاً من أهل بدر؟ وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم". رواه أبو يعلى، وأحمد أتم منه وقال فيه: غير أني كنت عزيزاً بين ظهرانيهم. ورجال أحمد رجال الصحيح. 15661- وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بحاطب بن أبي بلتعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت كتبت بهذا الكتاب؟". قال: نعم، أما والله يا رسول الله ما تغير الإيمان من قلبي، ولكن لم يكن رجل من قريش إلا وله جُذم وأهل بيت يمنعون له أهله، وكتبت كتاباً رجوت أن يمنع الله بذلك أهلي، فقال عمر رحمه الله: ائذن لي فيه، قال: "أو كنت قاتله؟". قال: نعم إن أذنت لي، قال: "وما يدريك لعله قد اطلع الله إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم". رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح. 15662- وعن عمر بن الخطاب قال: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى أهل مكة، فأطلع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم، فبعث علياً والزبير في أثر الكتاب، فأدركا المرأة على بعير، فاستخرجاه من قرونها، فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ عليه، فأرسل إلى حاطب فقال: "يا حاطب أنت كتبت هذا الكتاب؟". قال: نعم، قال: "فما حملك على ذلك؟". قال: يا رسول الله، أما والله إني لناصح لله ولرسوله، ولكني كنت غريباً في أهل مكة، وكان أهلي بين ظهرانيهم وخشيت عليهم، فكتبت كتاباً لا يضر الله ورسوله شيئاً، وعسى أن يكون منفعة لأهلي، فقال عمر رضي الله عنه: فاخترطت سيفي ثم قلت: يا رسول الله أمكني من حاطب فإنه قد كفر فأضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن الخطاب ما يدريك؟ لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". رواه أبو يعلى في الكبير، والبزار والطبراني في الأوسط باختصار ورجالهم رجال الصحيح. 15663- وعن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة أنه حدث أن أباه كتب إلى كفار قريش كتاباً وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدراً، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً والزبير فقال: "انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب وائتياني به". فانطلقا حتى لقياها فقالا: أعطينا الكتاب الذي معك، وأخبراها أنهما غير منصرفين حتى ينزعا كل ثوب عليها، فقالت: ألستما رجلين مسلمين؟ قالا: بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن معك كتاباً، فلما أيقنت أنها غير منفلتة منهما حلت الكتاب من رأسها فدفعته إليهما، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطباً حتى قرأ عليه الكتاب فقال: "أتعرف هذا الكتاب؟". قال: نعم، قال: "فما حملك على ذلك؟". قال: هناك ولدي وقرابتي وكنت امرأ غريبا فيكم معشر قريش، فقال عمر: ائذن لي في قتل حاطب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا، إنه قد شهد بدراً، وإنك لا تدري لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم إني غافر لكم". رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات. 15664- وعن أم مبشر قالت: جاء غلام حاطب فقال: والله لا يدخل حاطب الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذبتَ، قد شهد بدراً والحديبية". قلت: له حديث غير هذا في الصحيح. رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. 15665- عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عرضت علي الأمم بالموسم فمرت علي أمتي، فأُريتهم فأعجبني كثرتهم قد ملؤوا السهل والجبل، قال: أرضيت يا محمد؟ قلت: نعم، قال: فإن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون". فقام عكاشة فقال: يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا له، ثم قام آخر فقال: يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: "سبقك بها عكاشة". رواه أحمد مطولاً ومختصراً، ورواه أبو يعلى كذلك ورجالهما في المطول رجال الصحيح. ويأتي المطول في صفة الجنة فيمن يدخلها بغير حساب. 15666- عن أبي ميسرة قال: كان أيمن على مطهرة النبي صلى الله عليه وسلم ونعلبه ويعاطيه حاجته. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عياد بن زكريا وهو ثقة. 15667- وبسنده عن أبي ميسرة قال: قال سعد: يا رسول الله لقد رأيت أيمن وهو فار من القتال، فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية. قال سعد: ما رأيت خطبة أبعد من كل خير، ثم إنهم احتضروا القتال بعد ذلك فقال سعد: لقد رأيت أيمن أعنت القوم، فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فقال عمر بن الخطاب لأيمن: لقد حدثت أنك لا تقوم بين الصفين جبناً، فقال: إني لأرجو أن أقوم مقاماً يحبه الله ورسوله، فقال عمر: إنك لخليق أن تفعل. رواه الطبراني بسند الذي قبله. 15668- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السبَّاق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبش". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمارة بن زاذان وهو ثقة وفيه خلاف. 15669- وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا سابق العرب إلى الجنة، وصهيب سابق الروم إلى الجنة، وبلال سابق الحبشة إلى الجنة، وسلمان سابق الفرس إلى الجنة". رواه الطبراني وإسناده حسن. 15670- وعن أم هانئ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السبّاق أربعة: أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبش". رواه الطبراني وفيه فايد العطار وهو متروك. قلت: وقد تقدمت لهذا الحديث بعض طرق في فضل جماعة من الصحابة. 15671- وعن صهيب قال: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. 15672- وعن عكرمة مولى ابن عباس أن صهيباً افتدى من أهله بنصف ماله، ثم خرج مهاجراً، فأدركوه بالطريق فخرج عما بقي من ماله. رواه الطبراني مرسلاً ورجاله ثقات. 15673- وعن صهيب أن أبا بكر مر بأسير له يستأمن له من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصهيب جالس في المسجد فقال لأبي بكر: من هذا معك؟ قال: أسير من المشركين أستأمن له من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال صهيب: لقد كان في عنق هذا موضع للسيف، فغضب أبو بكر، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما لي أراك غضباناً؟". فقال: مررت بأسيري هذا على صهيب فقال: لقد كان في عنق هذا للسيف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فلعلك آذيته؟". فقال: لا والله، فقال: "لو آذيته لآذيت الله ورسوله". رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف. 15674- وعن صهيب قال: لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهداً قط إلا كنت حاضره، ولا غزا غزوة قط أول الأمر وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو عن شماله، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسير سرية قط إلا كنت حاضرها، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو قط حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف. 15675- وعن المسور بن مخرمة قال: لما طعن عمر رضي الله عنه أمر صهيباً مولى بني جدعان أن يصلي بالناس. رواه الطبراني وإسناده حسن. 15676- عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: المقداد بن الأسود أبو عمرو. رواه الطبراني. 15677- وعن محمد بن إسحاق قال: المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد [بن زهير] بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن هزل بن قابس بن رويم بن القين بن الهون بن بهز بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وإنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة لأنه تبناه وحالفه. وكان أبطن آدم (شديد السمرة) يصفر لحيته، أقنى، طويل الأنف. مات بالمدينة وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه عثمان بن عوف رضي الله عنه. 15678- وعن عثمان وقال الطبراني/ مقداد بن الأسود بن عمرو بدري يكنى أبا معبد، وقيل: أبا عمرو حليف بني زهرة [وقد اختُلف في نسبه] وهو مهاجري أولي بدري رحمه الله. 15679- وعن همام بن الحارث قال: رأيت المقداد رضي الله عنه وكان ضخماً. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 15680- وعن الزهري قال: كان المقداد بن الأسود من كندة. رواه الطبراني مرسلاً وإسناده حسن. 15681- وعن سفيان بن صهبانة المهري قال: كنت صاحباً للمقداد بن الأسود في الجاهلية، وكان رجلاً من بهز فأصاب فيهم دماً، فهرب إلى كندة فحالفهم، ثم أصاب فيهم دماً فهرب إلى مكة، فحالف الأسود بن عبد يغوث. رواه الطبراني وإسناده إلى أبي سفيان حسن. 15682- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الجنة تشتاق إلى أربعة: علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود". قلت: رواه الترمذي غير ذكر المقداد. رواه الطبراني، وسلمة بن الفضل وعمران بن وهب اختلف في الاحتجاج بهما، وبقية رجاله ثقات. 15683- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [يوم الحديبية]: "دعوني". فانطلق بالهدي فنحره - أو كما قال - فقال المقداد بن الأسود: لا والله لا نكون كالملأ من بني إسرائيل إذ قالوا لموسى: قال قتادة: وكان معهم يومئذ سبعون بدنة. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. 15684- وعن يحيى بن بكير قال: توفي المقداد بن الأسود بالجرف، وحمله الرجال إلى المدينة على رقابهم في سنة ثلاث وثلاثين، وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويكنى أبا معبد، وسنه نحو من سبعين سنة. رواه الطبراني.
|